هل تشعر حقاً بالسعادة؟

هل تشعر حقاً بالسعادة؟

هل تشعر حقاً بالسعادة؟
هل تشعر حقاً بالسعادة؟

مع نجاحك.. هل تشعر حقاً بالسعادة؟ دائماً ما قمت بسرد قصة الشخص الذي كان يصعد سلم النجاح, ووصل إلى نهايته ليجد نفسه قد أسند السلم إلى حائط آخر. توضح هذه القصة كيف يمكن للعادة الثانية:

(أبدأ والنهاية في ذهنك) لا أن تساعدك بشكلٍ أساسي على تحديد الحائط الذي ترغب في إسناد سلمك إليه. كنت جالساً بمطعم مع شاب يعمل بوكالتنا التجارية منذ خمسة أعوام تقريباً, وكان لدى هذا الشاب منزل كبير وساحة انتظار بالقرب من مدخل منزله وصفيحة نحاسية على بابه, وأثناء تناول الغداء بدأنا نتحدث عن مفهوم النجاح، وذكرت رسالة حياتي الشخصية, فقال إنه لم يسمع بهذا المفهوم من قبل، ولكي أوضح له كيف يمكنه أن يضع هدفاً لحياته, سألته عن الأشياء الهامة في حياته، فبدأ بعدد كل الأشياء التي يرغب في إنجازها دون أن يذكر أي شيء يتعلق بوظيفته. فأثار ذلك اهتمامي ودفعني إلى أن أسأله قائلة: “حسناً: هل أنت سعيد في حياتك؟” فأجاب قائلاً: “كلا” فقلت: “ولكنك ناجح في عملك, أليس كذلك؟” فضحك قليلاً وجلس يُفكر ملياً فيما قلته. ولم أره بعدها لمدة شهرين تقريباً لأننا كنا مسافرين إلى مناطق مختلفة من البلاد, إلى أن لمحته يوماً ما في مدخل المبنى ولكي أستغل الفرصة للسؤال عن حياته أردت أن أمشى معه حيثما يذهب, فناديت عليه قائلاً: “تمهل يا “كريستيان” سوف آتي معك”. فرد مبتسماً:

“لست ذاهباً إلى أي مكان، فهذا آخر يوم لي في هذه الوكالة”. فاندهشت قائلاً: “ماذا تقول؟”. “نعم. لقد دخلت لتوِّي لمقابلة المدير وأخبرته بذلك, فسألني عن سبب غيابي فقلت إن هذا خطؤك. “كلا مستحيل! إنك تمزح, لماذا أخبرته بذلك؟” “لقد أخبرته عن حوارنا في مطعم ” ELPASO”وكيف أنك جعلتني أتأمل حياتي لأرى إذا ما كنت بالفعل أقوم بالأشياء التي أود القيام بها في حياتي أم لا, وفي الواقع لم أكن أقوم بذلك, ولهذا السبب تركت هذه الوظيفة لأبداً في إنجاز الأشياء التي أرغب حقاُ في القيام بها، فشكراً لك يا صديقتي”. ولم أره منذ عامين تقريباً, فعندما ترك وظيفته بدأ هو وزوجته في تأسيس شركة صغيرة لصنع الأسقف الخشبية فهو يعشق العمل بالأخشاب, وكان قد دأب قبل ذلك على العمل في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية, ويقوم الآن بطرق الأسقف الخشبية على الأسطح وردهات المباني, ولتخمًن معي ما آل إلية أمره؟

إنه يشعر بسعادةٍ بالغة في مهنته الجديدة. يميل الغرب إلى النشاط والمبادرة إلى العمل, بينما يميل الشرق إلى التأمل وإمعان الفكر, وتهدف (العادة الثانية: ابدأ والنهاية في ذهنك) والعادة الثالثة: ابدأ بالأهم قبل المهم) إلى محاولة الجميع بين الشرق والغرب من خلال التأمل أولاً, ثم الشروع في العمل وفقاً لقراراتك. توضح هذه القصة الممتعة قوة الاختيار( العادة الأولى: كُن مبادراً) والتفكير بعناية في أهم الأشياء الثانية: ابدأ والنهاية في ذهنك) ثم الشروع في تحقيق هذه الأشياء ( العادة الثالثة: ابدأ بالأهم قبل المهم). لقد قام هذا الرجل بتحول شجاع مقدار مائة وثمانين درجة عن طريق إسناد سلم نجاحه إلى حائط السعادة. فأفضل طريقة للتنبؤ بمستقبلك هي القيام بصنعه.

m2pack.biz