هل يمكنك أن ترد بغضب؟
من الطبيعي عندما تتعرض لإهانة ما من أي شخص مهما كانت درجة قربه أو بعده عنكن أن ترد على الإهانة بمثلها، ومن الطبيعي أن تغضب كثيرًا عندما يتعرض لك هذا الشخص بالإهانة والسخرية، لكن من المعروف أيضًا إن الغضب عند الإهانة هو الطريقة الشائعة للرد على الإهانات، وبالتالي فإنها أضعف استجابة ممكنة، لأنك حين ترد على الإهانة بغضب، فإنه يدل أولًا على أنك تأخذ الإهانة على محمل الجد، ويدل ثانيًا على أنك قد وجدت حقيقة أكيدة في الإهانة تلك، وتكون نتيجتها ثالثًا أن تزعجك تلك الإهانة وتضر بك، وبالتالي تؤدي إلى مزيد من السباب بينكما. ومن الممكن بعد حدوث كل ذلك أن تلك الإهانة أصلًا لا تعدو عن أن تكون مجرد سخرية أطلقها أحدهم ولا يقصد بها كل ما فهمت.
إن الغضب بأي أشكاله يؤدي دائمًا إلى أفعال خارجة على التوقعات، الغضب مثلًا مع المدير في العمل قد يؤدي إلى رفدك من العمل نهائيًا، أو الغضب مع زميلك في المدرسة قد يؤدي إلى طرد أحدكما من المدرسة وبالتالي ضياع مستقبله التعليمي.
على أي حال، درجة استجابتنا للتعرض للإهانة تتوقف على أشياء عديدة، وهنا علينا أن نتوقف ونسأل أنفسنا عدة أسئلة عند التعرض للإهانة . عندما يهيننا شخص ما، يلزمنا النظر في ثلاثة أشياء. هل هذه الإهانة صحيحة أم لا، وإن كانت صحيحة، لماذا هي صحيحة إلى حد كبير، أما إذا لم تكن صحيحة، فلماذا تأثرت وغضبت بسبب إهانة هذا الشخص الذي أمامي.
لماذا نعتني هذا الشخص بتلك الإهانة؟ هل يصدق ذاك الشخص الإهانة الذي وجهها إليّ؟ أم أنه يقول هذا الكلام عرضًا ليخرج أسوأ ما في؟ ستجد أشخاص غير جيدين على الإطلاق، كل ما يحاولونه أن يخرجوا أسوأ ما فيك بالتأكيد. والسؤال الأخير الذي يجب أن توجهه لنفسك، هل الشخص الذي وجه إليك الإهانة هو صديقك، أم شخص لا يعرفك، فإن كان صديقك من الممكن أن الإهانة التي وجهها لك حقيقية، وإن لم يكن صديقك، فهو لا يعرفك وبالتالي لا يمكنه إدراك الصفة التي ضمَنها في إهانته لك.
عند التعرض للإهانة ، يجب أن تدرك بشكل كبير إن كنت تحترم الشخص الذي أهانك أم لا، وإن كنت تحترمه يجب عليك أن تفكر في الإهانة جيدًا وتتعلم بقدر ما تستطيع منها، أما إذا كنت لا تحترم الشخص الذي أمامك، فما عليك إلا أن تعتبر كلامه نباح كلام، وتمضي في طريقك غير آسف ولا مأسوف.