هل يمكن أن نزيد ذكاءنا؟
1 من أصل2
نستطيع أن نرتب درجات الذكاء في الناس باللغة الدارجة، بأن نقول إن هناك:
- العبقريين الأفذاذ الذين يبتكرون ويجددون.
- والأذكياء الملحوظين في التمييز واليقظة الذهنية.
- والعاديين الذين لا يلفتون النظر بذكاء أو ببلادة.
- والبلداء الذين يقصرون عن الفهم مع التكرار.
وإذا فرضنا أن درجة الرجل العادي مئة، فإن العبقري قد يصل إلى 180 ، كما
ينخفض الأبله إلى 60 و 50 ، ويتدرج الآخرون بينهما.
والرجل العادي لا يرتفع إلى ذكاء بارز، ولا ينخفض إلى بلادة واضحة، وتسعون في المئة من الناس، بل أكثر، عاديون، ولكننا نحب أن نسأل هنا:
- ما هي علامات الذكاء؟
- وهل نستطيع نحن العاديين أن نرتفع إلى ذكاء بارز؟
- وماذا يجب أن نفعل أو نسلك حتى نصل إلى هذه المرتبة؟
- فأما علامات الذكاء فكثيرة، ولكن الأهم فيها أن الرجل الذكي يمتاز باهتمامات حيوية، تراه عند مشكلة ما يلتفت إلى الأصول دون الفروع، فهو – مثلًا – عندما يقرأ الجريدة تجذبه الأنباء العالمية التي تؤثر في العالم أو تغيره دون الالتفات إلى الأخبار الصغيرة الاجتماعية، وهو يمتاز لهذا السبب بآفاق رحبة في تفكيره، وهو يشتري الجريدة أو يقرأ الكتاب كي يزيد فهمًا وليس ليزيد تسلية، وهو في حديثه يتناول موضوعات كبيرة القيمة.
ثم هناك علامات أخرى للرجل الذكي تكاد تكون أخلاقية، ولكن أساسها ذهنى؛ ذلك أنه لا يفهم النجاح على أنه نجاح الحرفة وإنما نجاح الحياة، وهذا يدل على أن نظرته كلية وليست جزئية؛ فهو يحاول أن ينجح في حرفته وعائلته ومجتمعه وثقافته وثرائه، لا يقنع بالنجاح في واحد من هذه الأشياء، فذكاؤه هو ذكاء الحياة كلها وليس ذكاء جزء منها.