هند صبري في السّجن لماذا؟
كانت هند صبري محلّ ترحاب السّجينات، وكنّ فرحات بوجودها معهنّ وصفقن لها بحرارة.
فبمناسبة مشاركتها في مهرجان “ايام قرطاج السينمائيّة”، قامت النجمة هند صبري بعرض فيلم” زهرة حلب” في سجن النّساء بمدينة “المسعدين” المتاخمة لمدينة”سوسة” (40 كلم جنوب تونس العاصمة)؛ وهذه بادرة جديدة تتمثل في عرض أفلام في بعض السّجون التّونسيّة بمناسبة مهرجان السينما. وعلّقت هند صبري على ذلك بقولها: “إنها بادرة فريدة من نوعها ترتكز على كون الثقافة حق مشروع للجميع”.
وقد تجمّعت السّجينات في قاعة كبيرة، حيث تمّ عرض الفيلم. وقد تحدّثت هند صبري إليهنّ بكلّ تلقائيّة وتعاطف، مؤكّدة أنّها تأمل في أن يكون الدخول إلى السجن أمراً عادياً ينتهي بانتهاء العقوبة مضيفة: “إن عظمة الشّعوب والدّول تقاس بمدى معاملتها لسجنائها”. وقد صفّقت السّجينات تعبيراً عن إعجابهنّ بنظرة هند صبري، وهن اللواتي زلّت بهن القدم لسبب ولآخر. كذلك صفّقن بحرارة إثر انتهاء عرض الفيلم، فجرى نقاش بين هند صبري وبعض السّجينات.
وقد حضر هذا العرض الممثل المصري محمود حميدة، الذي قال إنه لأول مرة يدخل السّجن، حيث خاطب السّجينات مذكّراً بالمثل الشعبي المصري: “ياما في السجن مظاليم”، مضيفاً: “أتمنى أن نلقاكن قريباً خارج أسوار السّجن”. وحضر أيضاً الممثّل التونسي محمد علي بن جمعة، وهو من المشاركين في فيلم “زهرة حلب”، الذي اشتركت هند صبري لأول مرة في إنتاجه مع المخرج التونسي رضا الباهي.
وقد جاءت هذه المبادرة بعرض أفلام للسجينات بالتنسيق بين إدارة المهرجان والمنظمة العالمية لمقاومة التعذيب وإدارة الإصلاح والسجون.