عبر غبار الأحداث التي يسردها وائل شوقي، لم يغير في النصوص المكتوبة فوضعها كما هي، جاعلاً مجال عمله وإبداعه في المجال البصري، تاركاً النصوص المعبر عنها بالصورة تفضح نفسها بعد أن وضعت تحت اختبار رؤيتها عبر وسيط آخر، وسيط بصري يمكنه تعرية طبقاتها، يشف عما هو أسطوري فيها وما يبدو حقيقيا، يخرج تناقضاتها للجمهور، طارحاً السؤال حول لماذا نصدق في النصوص لهذه الدرجة؟ فبعض هذه النصوص كما يقول شوقي، الذي لطالما فتنته فكرة تقديم صراع بين طرفين لتسلية أو إلهاء طرف ثالث، هي أساطير خالصة لا تمت للعقل بصلة لكن يصدقها الناس ويتحدثون عنها كحقائق.
لا يتعامل وائل شوقي مع النصوص التاريخية كمؤرخ ولكن كفنان لا يرى فيها إلا أنها جزء من إبداع إنساني يترجمه إلى عمل بصري، يمنحه صيغة جديد للوجود.
عبر عملية ترجمة النصوص المكتوبة إلى نصوص بصرية، ينشغل شوقي بفكرة اللغة، وكيف نحول النص المكتوب إلى نص بصري واختيار الرموز والوسائط الملائمة، وتتيح له عملية الترجمة هذه أن يتناول أكثر الموضوعات حساسية كالخلاف السني الشيعي مثلاً، وفي رأيه فإن درجة الحساسية تقل لدى جمهور الفن.