1من اصل2
الموضة… خاصة موضة الملابس الحريمي التي نستقيها من الغرب كانت عادة ترتبط في الأذهان بالجمال والشياكة والذوق الراقي… وعلى الرغم من أن الأمر لم يكن يخلو من بعض التقاليع، ولكن بيوت الأزياء المصرية التي كانت منتشرة في زمن مضى، كانت إما تطوعها للذوق الشرقي أو تتغاضى عنها كليًا… إلا أنه خلال السنوات القليلة الماضية أصبحت “الموضة” مرادفًا للقبح والفجاجة ولنا في بنطلونات الجينز “المقطوع” والآخر “المبلول” مثال واضح والغريب أنها أصبحت منتشرة ليس فقط بين المراهقات ولكن أيضًا بين من تعدوا هذه المرحلة العمرية بسنوات وسنوات… وأماكن ارتدائها ليس على الشواطئ أو في النوادي ولكن أيضًا في الجامعات وأماكن العمل…
وأسخف ما في الموضوع أن موضة البنطلون “المقطع” لم تقف عن حد “الركبة” وإنما تطورت الأمور ليأخذ “القطع” أشكالا عدة وأماكن مختلفة آخرها القطع من الخلف وبالتحديد أسفل الجيب الخلفي للبنطلون… وهي أحدث صيحة ظهرت في المحلات التجارية الكبرى في مصر لتباع بمئات الجنيهات…
والحقيقة أن الغرض من هذه الموضة ليس مفهومًا… أهو محاولة للتشبه بالفقراء المعدمين الذين يرتدون الملابس الرثة المقطعة… وإذا كان كذلك فلماذا؟… أليس من الأفضل إنفاق مئات الجنيهات التي تشتري بها هذه “الهلاهيل” على الفقراء بصورة مباشرة ليلبسوا ثيابًا جديدة، لأن هذا بالقطع لا يمكن أن يفهم على أنه نوع من التعاطف من أبناء الطبقة “الميسورة” مع الفقراء وإنما وسيلة للسخرية منهم والكيد لهم… فمن يلبس “المقطع” اضطرارًا ولضيق ذات اليد يجد آخرين ينفقون أموالًا كثيرة بدون داع لارتدائه… أما إذا كان الهدف من هذه الموضة كشف أجزاء من الجسم فهذا بالتأكيد تفكير منحرف.
هل يعلم محبو هذه التقليعة أن مصدريها من خبراء بيوت الأزياء الأمريكية انهالوا بالانتقادات اللاذعة على أمل كلوني زوجة النجم العالمي جورج كلوني عندما ظهرت ترتدي البنطلون “المقطع” أثناء قضائها إجازة مع زوجها لأنهم رأوا أنه من غير اللائق لزوجة نجمهم أن ترتدي ملابس “المشردين” على حد قولهم حتى لو كانت بعيدًا عن الرسميات.