وزير الآثار يعلن عن اكتشاف جديد بالمنيا: 8 مقابر تضم 40 تابوتا وألف تمثال
أعلن الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، السبت، عن نجاح البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة آثار الغريفة شمال منطقة آثار تونا الجبل بمحافظة المنيا، في الكشف عن جبانة أثرية لمقابر عائلية تضم مجموعة من آبار الدفن وتعود إلى نهاية العصور الفرعونية وبداية العصر البطلمي.
بدأت البعثة عملها بالموقع برئاسة الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في أواخر عام 2017، بهدف البحث عن الجزء المفقود من جبانة الإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا، ومن المتوقع أن تستمر أعمال التنقيب الأثري لمدة 5 سنوات على الأقل.
وعثرت البعثة داخل الجبانة المكتشفة على مجموعة من المقابر الخاصة بكهنة الإله «تحوت»، وهو المعبود الرئيسي للإقليم الخامس عشر وعاصمته الأشمونين، وتخص إحدى هذه المقابر أحد كبار كهنة تحوت، وكان يدعى «حر سا ايسة»، وكان يحمل لقب عظيم الخمسة وهو أحد الألقاب التي كان يلقب بها كبار كهنة تحوت بالأشمونيين.
وتضم المقبرة 13 دفنة، تم العثور بداخلها على عدد هائل من تماثيل الأوشابتي المصنوعة من الفيانس الأزرق، منها أكثر من 1000 تمثال كامل ومئات أخرى مكسورة في أجزاء، وتقوم البعثة حاليا بتجميعها وترميمها، بالإضافة إلى 4 من الأواني الكانوبية من الألبستر في حالة جيدة من الحفظ ذات أغطية على هيئة أبناء حورس الأربعة المسؤولة عن حماية أحشاء المتوفى حسب عقيدة المصري القديم، وما زال تحتفظ هذه الأواني بأحشاء المتوفى كما حفر عليها كتابات هيروغليفية لاسم صاحبها وهو المدعو «جحوتى اير دى إس»، أحد كبار الكهنة.
كما تم العثور أيضا على المومياء الخاصة به مزينة بمجموعة من خرز الفيانس الأزرق والعقيق الأحمر، وأشرطة من رقائق البرونز المذهب تمثل أبناء حورس، وقناع من البرونز المطلي بطبقة من الجص المذهب بالإضافة إلى عينين من البرونز المطعمة بالعاج والكريستال الأسود، و4 جعارين من الأحجار النصف كريمة أحدها تذكاري حفر علية نقش غائر يحمل عبارة: «عام جديد سعيد»، بالإضافة إلى صدرية من البرونز المذهب تمثل المعبودة نوت تفرد أجنحتها لحماية المتوفى.
كما استطاعت البعثة العثور على نحو 40 تابوتا من الحجر الجيري مختلفة الأحجام والأشكال بعضها يأخذ الشكل الآدمي مزينة بنقوش هيروغليفية لأصحابها، وهم بعض أفراد من عائلة «جحوتى إير دي إس.»
كما تم الكشف عن مقبرة عائلية أخرى كبيرة تضم عددا من التوابيت الضخمة المختلفة الأشكال والأحجام بها كمية كبيرة من تماثيل الأوشابتى الجيدة الصنع والكبيرة الحجم تحمل أسماء وألقاب أصحابها، وهم أيضا يحملون ألقاب الكهنة، بالإضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية الجنائزية والتي تعكس مكانة ومنزلة أصحاب المقبرة، وما وصل له مستوى الفن في تلك الفترة من رقي وازدهار.