وزير الكهرباء.. “إمام” الوعود الزائفة

وزير الكهرباء.. “إمام” الوعود الزائفة

وزير الكهرباء.. "إمام" الوعود الزائفة
وزير الكهرباء.. “إمام” الوعود الزائفة

مصر تواجه أزمة تزايد الفجوة بين استهلاك وإنتاج الكهرباء

اعتاد المهندس أحمد إمام، وزير الكهرباء والطاقة، منذ توليه الوزارة في يناير الماضي، على التصريحات المسكنة، سواء للمواطن العادي أو للعاملين بالوزارة.

ترصد “عالم الكهرباء” وعود وتصريحات الوزير الذي لم يستطيع تنفيذ أي منها منذ توليه القطاع حتى مثول المجلة للطبع، وبدأت وعوده بتصريحات بدخول عدد من المحطات الجديدة خلال شهر إبريل ومايو الماضيين في الخدمة، وهي محطات “الجيزة، والعين السخنة، وأبو قير، وبنها” بقدرة 2800 ميجاوات؛ لمواجهة عجز أزمة الكهرباء خلال موسم الصيف، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك، فنحن الآن في شهر يونيو بداية موسم الصيف ولم يدخل أي من هذه المحطات للخدمة حتى الآن، مع تأكيد التقارير والدراسات على عدم دخلوها قبل العام المقبل.

ولم يكن تجمهر الأهالي أو تعنتهم السبب واء تعطل تدشنين المحطات بل بسبب تعامل الوزير معها: فمحطة بنها تعطل دخول محطة كهرباء بنها للخدمة التي تكلفت 4 مليارات من الجنيهات بعد فشل مفاوضات الوزارة مع المزارعين لتركيب الأبراج الخاصة بالمحطة، والمحطة مرهونة الآن باثنين من المزارعين، بعد إنهاء مفاوضات تركيب 24 برج ضغط غال تعثرت المفوضات عند اثنين منهما في قرية ميت راضي ببنها، حيث يطالب أصحاب الأرض التي سيتم وضع البرجين بها على مساجة 30 مترا مربعا لكل برج بمبلغ 3 ملايين جنيه، مقابل وضع البرجين، الأمر الذي ترفضه الشركة.

ويستمر مسلسل العقبات، فنظرا لعدم اكتمال وصلات الغاز الطبيعي الخاصة بالتشغيل، قرر مسئولو المحطة تشغيلها بالسولار لحين اكتمال وصلات الغاز، وإزاء أزمة السولار الشديدة، فإن المحطة معرضة للتوقف في أي لحظة، بالإضافة إلى أنه فترة إنشاءات الشركة تعرضت لسقوط أحد محولاتها أمام قرية كفر علوان بطوخ، ما أدى إلى توقف الطريف الزراعي لساعات
، فاقتحم عدد من البلطجية المحطة، وسوقوها وما زال تشغيل المحطة في علم الغيب. ومن أسباب عدم دخول محطة العين السخنة هي الأخرى للخدمة حتى الآن قيام عمال الإنشاءات بالمحطة بحصارها على فترات متتالية: للمطالبة بالتعيين، إضافة إلى نقص الغاز وبعض المحطات؛ ما يؤجل دخولها للخدمة مع بدايات العام المقبل حال عدم حدوث كوارث أخرى.

“لن ينقطع التيار الكهربي خلال أشهر الصيف المقبل”، كانت هذه واحدة من بين تصريحات وزير الكهرباء والطاقة، مؤخرا قبل أسابيع قليلة من ارتفاع درجات الحرارة، فما بين الوعود بتوفير التغذية الكهربائية وتصريحات تؤكد استعداد محطات الكهرباء لمواجهة أحمال الصيف المقبل، ظل المواطن في حالة اطمئنان من مشاهد الظلام الدامس التي عاش بها خلال أشهر الصيف في الأعوام الماضية.

أكثر من 5 آلاف ميجا وات إجمالي العجز الحالي في الشبكة القومية للكهرباء، فلم تسجل الشبكة خلال الأسابيع الماضية حمل أقصى لإنتاج الكهرباء ألأكثر من 23 ألف ميجاوات، بل لم تستطع السبكة الوصول لإجمالي إنتاج محطات الكهرباء 270 ألف ميجاوالت؛ ما يسجل عجزا في الشبكة تتراوح بين 4و5 آلاف ميجاوات يوميا.

واختفت وعود وزير الكهرباء بتوفير التيار الكهربي واختفاء ظاهرة تخفيف الأحمال الصيف المقبل، لتظهر مكانها تصريحات مبررة لعودة انقطاع التيار الكهربي على مستوى الجمهورية لأكثر من ساعتين يويما. وعاد من جديد التهديد بإظلام مصر، على لسان الوزير: تبريرا لقطع التيار الكهربي لأكثر من ساعتين على المواطنين، بدلا من البحث عن حلول جذرية لتهالك البنية التحتية والشبكة القومية لكهرباء مصر.

لم يعد مستغربا أن يظهر وزير الكهرباء في أحد المؤتمرات منذ أيام ليقر بوجود أزمة في الطاقة وصفها بـ “الفجوة” بين الاستهلاك والإنتاج، وقبل أسابيع قليلة كانت تصريحات الوزير على هامش اجتماع وزراء الكهرباء العرب تفخر بإنجاز قطاع الكهرباء في حل أزمة الانقطاع ومواجهة أحمال الصيف المقبل بمنتهى الثقة في إمكانيات القطاع.

وعادت تصريحات الوزير لتلقي اللوم على نقص الوقود وعجز القطلاع عن توفير استثمارات لبناء محطات كهرباء جديدة؛ للوفاء باحتياجات القطاع السنوية التي تقدر بـ 3 آلاف ميجاوات سنويا. إلا أن الكثيرين لم يلحظوا تصريحا للمهندس إمام عن وجود مشاكل حقيقية في صيانة محطات الكهرباء وقدراتها الفنية: التي تعكسها العديد من قضايا التلاعب في المواصفات الفنية لمناقصات محطات الكهرباء.

يتساءل الكثيرون عن كيفية مواجهة قطاع الكهرباء لعجز في توفير الاستثمارات، بحسب تصريح وزير الكهرباء، في الوقت الذي ارتفعت فيه جميع شرائح بيع الكهرباء للمواطنين بدعوى توفير الاستثمارات ويعاني العاملون في الكهرباء – ما يزيد على 120 ألفا – من نقص في الحوافز؛ ما أدى لظهور أزمة عمال شركة شمال الكهرباء للتوزيع التي شهدها القطاع خلال الأيام الماضية، المطالبين بحقوقهم خلال الأيام الماضية، المطالبين بحقوقهم المالية المتأخرة من شركات الكهرباء.

“ارحل”.. الشعار الرئيسي حاليا داخل إدارة الكهرباء موجها لوزير الكهرباء، الذي تولى مهام الوزارة في أكتوبر الماضي، بعد أن أحيل للمعاش بعد مشواؤ للعمل في رئاسة العديد من شركات الكهرباء.

واعتبر البعض خبرات الوزير داخل القطاع ستعمه من أخطاء وقع فيهل العديد من الوزراء السابقين للقطاع، إلا أن إمام لم يقاوم أخطاء سابقيه وتصريحاتهم التي لن تجد اختلافا فيها على مدار السنوات العشر الماضية سوى اسم المتحدث بها.

m2pack.biz