وصايا
لا تصدق المدن الغريبة.. كلها منفاك
لا تصدق الا حلمة ثدي امك
وزوادة ابيك وهو يمشي الى عمله في الصباح…
لاتكثر الحقائب في الترحال
اكتفي بلتر عرق، وشال امك، وغصة ابيك في حلقك، وتميمة جدتك التي علقتها بطرف قميصك.
لاتتعود المنافي .. ستركلك كزجاجة خمر فارغة يركلها المشردون قرب حاوية سموها مدينة
لاترفع الانخاب في الغربة
در بالكؤوس كتشييع جماعي
اعتز بتشردك وخلل الهوية وانبح ككلب مسعور بوجه من يريد ان يعطف او يشمت..
لا تحمل لامك الهدايا حين تعود
فقط انتبه الى صحونها المفضلة (روميو وجولييت) وصندوق عرسها ولحاف الصوف الذي ورثته عن امها وكاسيتات السانيو القديمة، لاتغير في ترتيبها لغرفة الضيوف ولصف علب المونة على الرفوف، لاتضيع مشطها ودفتر التلفونات القديم
لا تجاملها، واحب تجاعيدها وشيب شعرها الذي زاد في غيابك ولاتحرق بسيجارتك وسائدها، ولاتستعجلها في طبختها
لاتكن ضيفا على امك
كن جنينا كلما غاب اكثر التصق برحمها
خاتمة..
وان قررت العودة الى بلادك اغلق الباب ورائك ولاتفكر بالرحيل عنها ثانية، اياك ان ترجع بقصد الزيارة فقط،
البلاد كالامهات تكسر لوداع مرتين
شاعر سوري
يامن حسين