وصف حدائق بابل
يكمن السّر العظيم في تصنيف الحدائق المعلّقة ضمن عجائب الدّنيا السّبع بأنّ الصّحراء لا ينبت بها الورود والأشجار المثمرة والأزهار فكان بناية الحدائق المعلّقة أشبه بمعجزة وسط قلب الصّحراء، كيف لا وهي كانت أشبه بتلالٍ خضراء مزهرة تفوح منها أنواع العطور المختلفة وأجمل واحةٍ خضراء تدبُّ بها الحياة، كما لطريقة بنائها نصيبٌ أيضاً فتمّ إعدادها لتكون على شكل ترّاسات متدرّجة فيها حدائقٍ متنوّعة تحيطها التّماثيل التي تم نحتها بعنايةٍ واحترافٍ، ومحاطة بقنواتٍ موصّلة إليها بطريقة الرّفع وهي طريقةٌ ميكانيكيّة تحتاج لدقةٍ عالية وكان مصدر المياه نهر الفرات، بالإضافة إلى ذلك كان يتم سحب الماء لأعلى عن طريق بكرات مخصّصة محمّلة بدلو وظيفته سحب الماء وصبّها في القنوات المخصّصة للرّي، ويقال كان عبيد يقومون بسحب الدّلاء .
بُنيت حدائق بابل المعلّقة على أربعة فدّانات تمّ تقسيمها على شكل ترّاساتٍ وتمّ تعليقها على أعمدةٍ رخاميةٍ يصل ارتفاعها ما يقارب ثلاثة وعشرين متراً، يتخلّلها سلالم رخاميّة وتماثيل موزّعة بصورةٍ فنيةٍ رائعةٍ، ويزيّن التراسات أقواساً رخاميّةً رائعة، وتم وضع أحواض لزراعة أزهار الزّينة والورود وتم صنعها من اللّبن المحروق المبطّن بمادة القار لتقاوم طبيعة الصّحراء، كما وتمّ إحاطة الحدائق بسورٍ منيع بلغ ارتفاعه ما يقارب سبعة أمتار. وُجدت عدة كتابات من قبل بعض الرّومانيين واليونانيين عن وصف الحدائق، حيثُ كانوا يصفوها بالحدائق الرّومانسيّة لما لها أثراً واضحاً في قلب من يشاهدها، وما زالت بعض الكتابات موجودة إلى الآن، وسيبقى لهذه الحدائق سراً دفيناً ربّما سينكشف بعضاً من خباياه وربّما سيبقى سراً يُعطي هذه الحدائق مزيداً من الغموض والجّمال .