وهم النجاح المتواصل 2من اصل3
حينما يكون الطقس السائد جميلاً وليس هناك من غيمة في السماء يكون الوقت مواتي اً لقيام الشركة بإحداث
التغيير ، ولكن قد يأتيني أحد ويقول : ” كل شيء نفعله يثمر وردة، ولكن القلق يساورنا بشأنه … وعلى
الرغم من صعوبة المناقشة بشأن النجاح فإن الإدارة لا تنتظر بالتأكيد إلى أن يفاجئها الزوال ” .
يؤكد دگر على أن الأجوبة الجيدة ليست أبدية لأنه لا توجد أجوبة جيدة مطلقة ، والاعتقاد بأن التميز خالد هو
وهم خالص لأنه لا يوجد تميز مطلق ، ويعلن في مجال رفضه للكمال أن جميع المنتجات تستهل مرحلة
تقادمها منذ اليوم الأول لطرحها في الأسواق ، والوقت وحده كفيل بتغيير شكلها الأصلي وذلك من قبل
الشركات المنتجة ذاتها أو من قبل منافسيها .
يستشهد درگر بفشل شركة آي بي إم IBM في إدراك أن تميز الشركة لن يبقى له معنى دون القيام بتعديلات
رئيسة ، وينتقد إدارتها العليا على وجه الخصوص لأنها لم تدرك أن الحاسب ليس إلا شكل من أشكال القسم
الصلب الذي تحول بصورة أساسية إلى سلعة ، وأن البرمجيات هي التي ستكون القوة الموجهة المهيمنة على
الصناعة في مستقبل أيامها. ولو أن نظر الشركة لم يقصر عن كونها مسيرة بفعل التكنولوجيا بدلاً من
سيطرتها على السوق إذن لوجدت شركتا وول مارت Wal Mart ومايكروسوفت Microsoft اللتان حققت
نجاحاً خارقا ً أن من المناسب النظر في نقاط الضعف التي كانت جزءا ً من هذا النجاح ، ذلك أن النجاح
الذي لا يخضع للتدقيق والمناقشة يعني أن الشركة ستصبح بلا محالة أسيرة الإستمرارية .