«يوتيوب» و«نتفليكس» يقارعان حلم صالات السينما في السعودية
استفز سؤال عن حاجة السعودية إلى دور عرض السينمائية، باعتبارها «نوعاً من الترف» يمكن الاستغناء عنه بعدما غزت أفلام «يوتيوب» و«نتفليكس» العالم، المشاركين في ندوة نظمت على هامش مهرجان «أفلام السعودية» في دورته الرابعة في الدمام.وبينما رد المخرج علي الكلثمي على هذا السؤال بأن «أفلام يوتيوب لا يغني عن تجربة صالة السينما الاجتماعية، بعكس مشاهدة أفلام الإنترنت التي تزيد حس الوحدة»، ذهب الناقد رئيس لجنة تحكيم مسابقة السيناريو الدكتور في النقد والبلاغة محمد البشير أبعد من ذلك، ليرد على السؤال بأسئلة أعمق: «هل وجود الورد ضروري؟ وهل الطبيعة والجمال ضروريان؟ وهل الخضراوات والفاكهة ضرورية؟».وأضاف: «من له الحق في طرح مسألة دور السينما في السعودية باعتبارها ترفاً؟».هذا الدفاع عن السينما والدعوة إلى تأسيس قاعات لها في السعودية، جاءت خلال الندوة التي نظمت الأربعاء الماضي في «خيمة اثراء» بعنوان «هوية الفيلم السعودي.. البوادر والتحديات»، تحدث فيها إلى جانب الكلثمي والبشير المخرج بدر الحمود.وأشار الكلثمي إلى كيفية الجمع بين القيمة الفنية والتجارية في الفيلم، موضحاً أنه استفاد في تجربته كثيراً من والده الذي كان روائي القبيلة، إذ كان يحكي قصصاً طريفة مليئة بالحكم. وقال: «القيمة الفنية ليست هي الهم الأول للمشاهد وإنما التسلية والمتعة، وواجب المخرج الوصول إلى المنتصف بين ما يسلي المشاهد ويرفع ذائقته».اما البشير فتحدث عن الأفلام السعودية، فرأى أن من المبكر الحكم عليها، قائلاً: «نحن لا زلنا نحبو، إذا توافر بين يدينا عدد معتبر من الأفلام يمكننا أن نبدأ في الانتقاء والحكم».وأكد البشيّر وجود «قطيعة بين كتاب السيناريو والمخرجين أو المنتجين»، موضّحاً أن «عدداً لا يستهان به من المخرجين يكتبون أفلامهم، لأنهم يرون أنهم الأحق بإخراج السيناريو»، لافتاً إلى وجود مخرجين سعوديين اعتمدوا على الأدب المحلي ومنتجاته في استحضار القصص التراثية في بعض أفلامهم، بينهم المخرج محمد سلمان الذي فاز فيلمه «ثوب العرس» بجائزة النخلة الذهبية في مسابقة السيناريو الدورة الماضية. ورأى أن «مشكلة عدم الارتباط بين العمل الفني وجمهوره المحلي بيد كاتب السيناريو فقط».وبحسب بيان عن المكتب الإعلامي للمهرجان، فإن مديره الشاعر أحمد الملا شدد على أهمية تنظيم ورش السيناريو واهتمام المهرجان بها. وقال: «في هذه الدورة حرصنا على ألا تكون دروساً للمبتدئين بقدر ما هي للتطوير، لذلك أطلقنا عليها اسم ورشة تطوير القصة والشخصيات والهيكل، أحد شروط القبول فيها أن يكون في حوزة المسجّل نص سيناريو جاهز للتطوير».