أربيل تتهم بغداد ب«التهرب» من الحوار… وطلاب أكراد يتظاهرون ضد العبادي
أربيل «القدس العربي»: اتهم مستشار مجلس أمن إقليم كردستان، مسرور بارزاني، أمس الإثنين، بغداد ب «التهرب» من إجراء الحوار مع أربيل، فيما بين أن الأوضاع الميدانية تشير إلى أنها تحاول حسم المشاكل عبر «الأساليب العسكري».
وقال مكتبه في بيان إن «بارزاني اجتمع مع السفير الألماني في العراق سيريل نون، وبحث الجانبان العلاقات بين إقليم كردستان وألمانيا وأوضاع المنطقة والعلاقات بين بغداد وأربيل».
وأكد بارزاني أن «الإقليم يرغب بعدم تكرار الأخطاء السابقة في العراق التي تؤدي إلى عدم استقرار الأوضاع وتنامي الإرهاب وخلق المشاكل للمنطقة والمجتمع الدولي»، مبيناً أن «بغداد تتهرب من إجراء الحوار، والأوضاع الميدانية في هذه الأيام تشير إلى أن سلطات بغداد ما زلت تحاول حسم المشاكل عبر الأساليب العسكرية».
وأضاف أن «هذه مؤشرات خطيرة تهدد استقرار المنطقة»، مؤكدا «رغبة إقليم كردستان في إجراء الحوار مع بغداد بأسرع وقت ورفع الحصار عن الإقليم».
السفير الألماني، أكد حسب البيان، على «ضرورة حل المشاكل بين بغداد وأربيل وفق الدستور»، مشيرا إلى أن «ألمانيا ستكثف جهودها لبدء الحوار بين الجانبين». في السياق، تظاهر الآلاف من الطلبة في مدينة إربيل شمالي العراق احتجاجا على «السياسات الاقصائية» لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وجرت المظاهرة في منطقة جامعة صلاح الدين، وهي كبرى الجامعات الرسمية في إربيل، باتجاه طريق كركوك، وشارك فيها الآلاف من طلاب الجامعة الذين رفعوا شعارات ولافتات تندد بسياسات حكومة العبادي وتصف إغفالها لدور قوات البيشمركه في خطاب النصر على تنظيم «الدولة» قبل يومين بأنه عدم وفاء ونكران للجميل من قبل رئيس الوزراء الذي وصل إلى سدة الحكم بدعم إقليم كردستان.
وقالت بيريفان صديق المشاركة في المظاهرة إن :»هذه المظاهرات سلمية، لفضح سياسات حكومة العبادي ضد الكرد وكردستان ومحاولته كسر إرادتنا عن طريق تجويعنا وإقصائنا سياسيا». وأضافت :»على العبادي وكل من يقف خلفه أن يتعظوا من تجارب التاريخ، فنحن لن ننكسر ولا ننهزم وسيرى العبادي يوما نفسه خارج السلطة ومهزوما».
فيما قال بشدار أحمد وهو يلوح بعلامة النصر بيده اليمنى إن: «ما يقوم به العبادي وإغفاله المتعمد لدور البيشمركه الأبطال في هزيمة إرهابيي داعش ينم عن حقد دفين تجاه كردستان وهو دليل عدم الوفاء ونكران الجميل وعلى العقلية المتخلفة».
وكان العبادي، قد أغفل ذكر البشمركه في خطاب «النصر» الذي أعلن فيه هزيمة تنظيم «الدولة»، لكن عاد و أجرى تصحيح أشاد فيه بجهود القوات الكردية. إلى ذلك، وجهت حكومة إقليم كردستان، تهنئة إلى قوات البيشمركه والقوات العراقية بمناسبة النصر على «الدولة».
وذكر بيان حكومي، إن عقد مجلس وزراء إقليم كردستان اجتماعا برئاسة رئيس الوزراء نيجيرفان بارزاني، ونائبه قباد طالباني.
وفي بداية الجلسة «هنأ المجلس قوات البيشمركه، والشعب العراقي والقوات الأمنية الاتحادية كافة». وتوجه ب«الشكر إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة لما قدمه من دعم ومساعدات والتي كانت سببا في تحقيق هذا النصر، مثمنا في الوقت ذاته ما قدمته قوات البيشمركه من تضحية وبطولة».
واكد أن «أولى الانتصارات التي تحققت على يد تنظيم الدولة كانت على يد قوات البيشمركه، وكانت اول قوات تصدت للتنظيم»
ونوه أن «تنظيم الدولة لن ينتهي بمجرد القضاء عليه عسكريا بل يحتاج هذا الأمر ايضاً إلى تصحيح العملية السياسية في العراق والقضاء على الفكر والارضية والعوامل التي أدت إلى ظهور التنظيم».
وشدد على «ضرورة القضاء على العوامل والأرضية التي هيأت لظهور تنظيم «الدولة»، معتبراً أن «ضمان عدم بقاء الدولة مرهون بتحقيق التوازن والشراكة بين جميع مكونات العراق في العملية السياسية، وضمان حقوقهم في البلاد».