أزمة محروقات في الحسكة السورية سببها اتفاق بين النظام والاتحاد الديمقراطي الكردي
حلب – «القدس العربي»: قال ناشطون في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، إن أزمة محروقات تشهدها المحافظة بسبب الاتفاق الذي وقع قبل أيام بين «حزب الاتحاد الديمقراطي» الجناح السياسي ل»وحدات الحماية الكردية» والنظام السوري يقضي بتوريد مادة النفط الخام إلى مناطق الساحل السوري. وقال الناشط الإعلامي وعضو «شبكة الخابور» فاضل الخضر ل»القدس العربي»: إن الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «pyd»، أبرمت منذ أيام اتفاقاً مع النظام السوري عبر وسيط يدعى «القاطرجي»، يقضي بتوريد مادة النفط الخام من مناطق سيطرتها إلى مدن الساحل مروراً من منبج وحلب. وأضاف، أن مئات القوافل من الصهاريج المحملة بالنفط الخام، غادرت حقول النفط في مدينتي الرميلان والشدادي في ريف الحسكة باتجاه مدن الساحل، الأمر الذي أدى إلى ضائقة اقتصادية طالت جميع مناحي الحياة في الحسكة ومناطقها، وتسبب في زيادة المعاناة للأهالي. وأشار الخضر إلى أن الاتفاق الذي عقد بين الجانبين انعكس سلباً على الحياة العامة اليومية للأهالي في محافظة الحسكة، بسبب امتناع «الإدارة الذاتية» عن تزويد أصحاب «الحراقات» بمادة النفط، وبالتالي توقف إنتاج مادتي المازوت، والبنزين وفقدانهما من محطات الوقود، ماجعل الأزمة تنعكس أيضاً على غلاء أجور المواصلات، وارتفاع أسعار باقي المواد خصوصاً الغذائية. من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم «التجمع الوطني لقوى الثورة والمعارضة» في الحسكة مضر حماد الأسعد: إن ال»pyd» أو الإدارة الذاتية الكردية هدفها الرئيسي منذ عام 2012، أن تضع يدها على آبار النفط والغاز في رميلان وتل عدس وكراتشوك والسويدية في منطقة الجزيرة السورية.
وأضاف في لقائه مع «القدس العربي» أن الإدارة الذاتية نجحت من خلال اتفاقها مع النظام السوري على إدارة العمل في المديرية العامة للنفط بالحسكة «رميلان» مقابل حصولها على نسبة 30% من الإنتاج، ولكن بشروط عدة منها الوقوف عسكريا وسياسياً مع النظام، حيث نجحت في قمع أي نشاط ثوري في المناطق التي كانت تحت سيطرتها. وحذر الأسعد من المخاطر التي ستكون عواقبها سيئة جداً بسبب الأموال التي تحصل عليها الإدارة الذاتية الكردية وتدخل خزائن ميليشيا ال»pyd»، التي تقوم بشراء كميات كبيرة من الاسلحة الثقيلة والمتوسطة، حيث ارتكبت مجازر مروعة في أحياء غويران والنشوة وحوش الأباعر والعزيزية والمفتي في محافظة الحسكة، وفي القامشلي بقرى تل براك، جبل عبد العزيز الاغبيش، عامودا، القحطانية.
يشار إلى أن معظم الحقول النفطية في منطقة الجزيرة السورية تخضع حالياً لسيطرة وحدات حماية الشعب الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بعدما سيطرت على أهم خزانات النفط في مدينة الشدادي جنوب الحسكة في شهر آذار/ مارس لعام 2016، والتي يقع فيها حقل الجبسة الذي يضم نحو 500 بئر نفطية، ويعد ثاني أكبر حقول النفط في المحافظة بعد حقول رميلان، بالإضافة إلى معمل الشدادي للغاز الحر، في حين فقدت قوات النظام سيطرتها على معظم الحقول النفطية في المحافظة منذ عام 2012 لصالح كل من الوحدات الكردية وفصائل الجيش السوري الحر التابعة للمعارضة المسلحة.