أنباء عن اتفاق بين النظام السوري و«قسد» غرب الرقة بعد تصاعد التوتر بينهما
حلب «القدس العربي» : أشارت مصادر محلية عدة غرب محافظة الرقة شمالي سوريا، إلى توصل النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، لعقد اتفاق بينهما بهدف تخفيف التوتر، وذلك عقب اندلاع اشتباكات قبل أيام للمرة الأولى بينهما بسبب اتهام النظام للتحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن بإسقاط إحدى مقاتلاته في تلك المنطقة خلال مهمة قتالية ضد تنظيم «الدولة».
وحسب مصادر محلية، إن قوات سوريا الديمقراطية وافقت على وجود قوات النظام السوري والمليشيات الموالية في قرية جعيدين غرب مدينة الرقة، بعدما سيطرت عليها «قسد» قبل أيام، مقابل نشر قسد قوات «حرس حدود» على أطراف القرية من أجل منع أي محاولة تقدم أو تسلل يقوم فيها طرف على حساب الطرف الآخر.
واستبعد الصحافي الكردي مصطفى عبدي، وجود أي اتصال مباشر بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام، ف»قسد» أعلنت أنها سترد على أي استهداف لمواقعها من قبل النظام، واتهمته بمحاولة عرقلة معركة الرقة من خلال إشغال قواته في تمركزات أخرى قرب الطبقة.
وأضاف ل«القدس العربي»: أن أي تنسيق بين الطرفين سيتم بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا فهما الطرفان المعنيان بتهدئة الأوضاع المطربة، خاصة بعد قيام ميليشيات تابعة للنظام باستهداف مواقع «قسد» جنوبي مدينة الطبقة بأسلحة ثقيلة، مما استدعى رداً من التحالف الدولي الذي أسقط طائرة للنظام في تلك المنطقة.
وأكد عبدي أن «وصول الطرفين لاتفاق هدنة برعاية دولية سيكون مهماً لمواصلة الحرب على تنظيم «الدولة»، وهو هدف مشترك لكليهما، وللتحالف الدولي ولروسيا وسيكون ضمانة لاستقرار المناطق المحررة من داعش ولا سيما في مدينة الطبقة وريف الرقة وريف حلب، والتي لجأ اليها آلاف المدنيين الفارين من مناطق سيطرة التنظيم ومن مناطق المواجهات العسكرية، حيث يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة للغاية».
وقال المحلل السياسي الكردي زيد سفوك: «إن هناك خلطاً واضحاً لاوراق اللعبة في سوريا، فقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية لديهما تفاهمات غير معلنة بعدم مجابهة طرف لآخر».
وأضاف في لقائه مع «القدس العربي»، أن «ما يجري من مناورات عسكرية ومحاولات النظام ضرب قوات سوريا الديمقراطية هدفها ضرب القوات الكردية ومحاولة عرقلة المشروع الامريكي وإضعاف قدرة تلك القوات لعدم التقدم أكثر نحو الرقة، وبالتالي إفساح المجال لأطراف أخرى بالتدخل والسيطرة عليها، بالرغم من الحقيقة المعلنة للجميع أن محافظة الرقة أهملها الجميع من دون استثناء ولسنوات عدة، وكانت معقل وعاصمة تنظيم داعش الإرهابي».
ويرى سفوك أن القضاء على داعش ليس من مصلحة النظام ولا تركيا ولا الروس، فبمجرد الانتهاء من هذا التنظيم في سوريا معناه أن الحل بات واقعا ملموسا على الأرض، وعلى المعارضة والنظام وكل فصيل يحمل السلاح الجلوس للتفاهم وإنهاء الثورة، وهذا ليس في صالح الأمريكان والروس في الوقت الراهن لأنه وعلى ما يبدو مشاريعهم تتناقض في ما بينها، ولم يتم التوصل بينهم إلى اتفاق، وبناء على هذه المعطيات فإن أي عدوان للنظام على قوات سوريا الديمقراطية سيكون له رد قاسي من قبل الإدارة الأمريكية.
وكانت قوات النظام السوري والميليشيات الموالية قد سيطرت الاثنين 19 حزيران/يونيو الجاري، بشكل كامل على مدينة الرصافة الاستراتيجية في ريف الرقة الجنوبي عقب انسحاب تنظيم الدولة منها، والتي تعتبر نقطة انطلاق مركزية في اتجاه مدينة الرقة من المحور الجنوبي معقل تنظيم «الدولة» الرئيسي في شمالي سوريا.
Share on FacebookClick to share on TwitterClick to share on Google+