أنقرة تعتبر بدء واشنطن تسليح الوحدات الكردية أمراً «بالغ الخطورة»
إسطنبول »القدس العربي»: حذرت تركيا، أمس الأربعاء، من أن بدء واشنطن بتسليم الوحدات الكردية التي وصفتها ب«الإرهابية» في سوريا بالأسلحة يعد «أمراً بالغ الخطورة»، في الوقت الذي شددت أنقرة موقفها من ألمانيا وشددت على أنه «من المستحيل حالياً» فتح قاعدة إنجيرليك الجوية أمام النواب الألمان، وذك قبيل أيام من مباحثات حاسمة سيجريها وزير الخارجية الألماني إلى أنقرة في محاولة أخيرة لعدم سحب قوات بلاده من تركيا. في المقابل، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أشاد الأربعاء بدور تركيا في سوريا على مرسوم يقضي برفع مزيد من العقوبات التي كانت مفروضة على تركيا، بينما أكد مسؤول تركي أن بلاده تواصل مباحثاتها مع روسيا حول العديد من الأنظمة الدفاعية، بما فيها شراء أنظمة الدفاع الصاروخي «إس -400». والثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة باشرت تسليم أسلحة إلى الوحدات الكردية في سوريا في إطار التحضير لمعركة الرقة ضد تنظيم الدولة، وقالت مصادر أمريكية إن الأسلحة تشمل معدات عسكرية وعربات مصفحة وأسلحة خفيفة، وذلك تنفيذاً للقرار الذي وقع عليه الرئيس دونالد ترامب قبل نحو أسبوعين وأثار غضب أنقرة. والأربعاء، حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من تسليم واشنطن أسلحة إلى الوحدات الكردية في سوريا، واعتبر أن هذا الأمر «بالغ الخطورة»، قائلاً: «هذه الإجراءات في غاية الخطورة على وحدة وسيادة أراضي سوريا.. إن هذه الأسلحة يمكن أن تستخدم ضد تركيا وكل الإنسانية». وأضاف الوزير التركي: «إذا كانت عودة الاستقرار إلى سوريا هي الهدف المنشود، فمن الضروري إذن العودة عن هذا الخطأ.. نشدد على الخطر الذي يشكله دعم وحدات الشعب الكردية، على مستقبل سوريا»، لافتاً إلى أن بلاده شرحت لواشنطن وحلفائها «مخاطر التعاون مع تنظيم إرهابي مثل «ب ي د» للقضاء على تنظيم إرهابي آخر».
في سياق آخر، تتصاعد الأزمة بين برلين وأنقرة حول استخدام الجيش الألماني لقاعدة إنجيرليك الجوية في تركيا، ومن المتوقع أن يبحث وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل مع نظيره التركي في أنقرة الاثنين المقبل هذه المسألة بشكل نهائي قبل أن تطبق ألمانيا تهديدها بسحب قواتها أو تتراجع عن القرار.
وقال وزير الخارجية التركي إن «على ألمانيا أن تُدرك أنها لا تستطيع أن تُملي على تركيا ما تريد وتسيّرها كما تشاء»، مشدداً على أن «تركيا ليست دولة يتم تحديد أجندتها من الخارج، ولن تعد كما كانت عليه في السابق»، حيث منعت أنقرة قبل أيام النواب الألمان من زيارة جنود بلادهم في القاعدة رداً على منع برلين حق اللجوء إلى عسكريين تتهم أنقرة بالمشاركة في محاولة الانقلاب. وحول قاعدة إنجيرليك قال الوزير: «نرى بأنّ الألمان يدعمون كل أمر يتعارض مع مصالح تركيا، وبرلين تمارس شتى أنواع الضغوط على مواطنينا وخاصة من أيّد التعديلات الدستورية»، وتابع: «حاليا من المستحيل فتح انجرليك أمام النواب الألمان.. إذا اتخذ الألمان خطوات ايجابية في المستقبل عندها نفكر في الأمر».
في سياق آخر، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن إيران وتركيا تتبنيان نهجا بناء حيال ملف الأزمة السورية، وأضاف في تصريحات صحافية: «أرغب في التأكيد بشكل خاص على النهج البناء لتركيا وإيران» فيما يتعلق بسوريا.
والأربعاء، وقع بوتين مرسوما يقضي بإلغاء عدد من القيود الاقتصادية المفروضة على تركيا. وقال بيان صادر عن الكرملين إن المرسوم تضمن إزالة العقبات أمام عمل المواطنين الأتراك في روسيا الاتحادية، وإلغاء الحظر على عمل الشركات التركية في بعض القطاعات في روسيا. وأشار البيان أن المرسوم وجه تعليمات لوزارة الخارجية الروسية لبدء المشاورات مع وزارة الخارجية التركية، من أجل تجديد الاتفاقية الموقعة بين البلدين عام 2010 بخصوص السفر بينهما.
ويتضمن المرسوم أيضا، توسيع نطاق المواطنين الأتراك الذين يمكنهم السفر إلى روسيا دون تأشيرة، ورفع القيود على سفر العاملين في مجال الطيران التركي إلى روسيا بدون تأشيرة.
وقال وكيل وزارة الدفاع التركية للصناعات العسكرية، إسماعيل دمير، إن بلاده تواصل مباحثاتها مع روسيا حول العديد من الأنظمة الدفاعية، بما فيها شراء أنظمة الدفاع الصاروخي «إس -400»، ولفت إلى أنه «في حال توصلهم إلى نتيجة ما بخصوص منظومة الدفاع الجوي «إس -400» مع روسيا فإنهم سيعلنون ذلك للرأي العام».
Share on FacebookClick to share on TwitterClick to share on Google+