إجراءات أمنية حول فنادق بغداد بعد تحذيرات أمريكية من تنفيذ هجمات «إرهابية»
بغداد «القدس العربي»: اتخذت الفنادق الكبرى في العاصمة العراقية، اجراءات أمنية مشددة، عقب تحذيرات أطلقتها السفارة الأمريكية في بغداد حول وجود نوايا لتنفيذ هجمات «إرهابية» على تلك الفنادق.
وذكرت مصادر في فنادق كبرى في بغداد، يسكنها العديد من الأجانب والمسؤولين الحكوميين والسياسيين، بأن «الشركات الامنية الخاصة التي تقوم بمهمة حماية الفنادق الكبرى مثل شيراتون وبابل وفلسطين، بدأت اجراءات أمنية مشددة جدا على العجلات والاشخاص الداخلين إلى الفنادق لتأمين الحماية على مواقع تلك الفنادق».
ولاحظ مصدر يعمل في فندق بابل في الكرادة الشرقية اجراءات امنية غير معتادة عند دخوله الفندق، حسب ما قال ل«القدس العربي»، موضحاً أن «عناصر الشركة الامنية المكلفة بحماية الفندق، يقومون بتفتيش دقيق للعجلات الداخلة للفندق يشمل تفتيش كافة اجزاء السيارة يدويا وباجهزة كشف المتفجرات اضافة إلى استخدام كلابا مدربة لهذا الغرض».
كما يتم «تفتيش الداخلين إلى الفندق حتى إذا كانوا من موظفي الفندق او النزلاء الدائمين».
وتزايدت أعداد دوريات الاجهزة الامنية المتواجدة قرب الفنادق الكبرى، في اجراء اعتبره المراقبون لتوفير المزيد من الحماية لهذه الاماكن الحيوية.
كذلك، أعلنت قيادة عمليات بغداد (تابعة للجيش)، أن الأماكن التي ترتادها البعثات والهيئات الدبلوماسية الأجنبية في العاصمة العراقية مؤمنة بشكل كامل بواسطة «تدابير أمنية عالية المستوى».
وقالت في بيان، إن جهودها «مستمرة في حفظ الأمن، وتدعيم الاستقرار في العاصمة، بالتنسيق مع الجهات الساندة في مختلف صنوف القوات الأمنية»، مضيفة أنه «حتى اليوم لم يسجل أي خرق أو اعتداء على أي مكان يرتاده الأجانب والبعثات والهيئات الدبلوماسية أو الفنادق».
وشددت على أن لديها «تدابير أمنية عالية المستوى، وهي واعية ومستمرة في ملاحقة كل من تسول له نفسه العبث بالأمن داخل العاصمة».
وأضافت أن «هناك جهدا استخباريا كبيرا تقدمه القوات الأمنية من خلال نشر مفارزها وتشكيلاتها المختلفة في مجال حماية الأماكن التي يرتادها الأجانب داخل العاصمة».
وكانت السفارة الأمريكية في بغداد، ذكرت الاثنين الماضي، إنها قيدت تحركات موظفيها بعد تلقيها تهديدات «ذات مصداقية بشن هجمات محتملة على فنادق يرتادها غربيون».
ودعت رسالة أمنية طارئة موجهة للمواطنين الأمريكيين على موقع السفارة الالكتروني، إلى «التزام أقصى درجات الوعي الأمني واتخاذ الإجراءات الملائمة لتعزيز أمنهم الشخصي في كل الأوقات عندما يقيمون ويعملون في العراق».
وسبق أن نصحت السلطات الأمريكية أخيرا، مواطنيها بتجنب السفر إلى العراق، محذرة من احتمال تعرضهم للخطف على أيدي جماعات سياسية مسلحة أو عصابات أو سقوطهم ضحايا لتفجيرات ينفذها تنظيم «الدولة الإسلامية».
وكان ثلاثة متعاقدين أمريكيين يعملون مع وزارة الدفاع العراقية، قد خطفوا في يناير/كانون الثاني 2016 في بغداد، على يد مجموعة مسلحة مجهولة، وأطلق سراحهم بعدها بشهرين.
من جهته، توقع عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، عباس جبار الخزاعي، أن «يكثف الإرهابيون من العمليات الإرهابية أكثر في بغداد».
ونقلت شبكة «رووداو» الإعلامية، عن الخزاعي، قوله إن «الإرهابيين عملوا طيلة الفترة الماضية على خلق المشاكل والفوضى والخروقات الأمنية، والهدف من ذلك هو خلق أجواء من عدم الاستقرار في بغداد».
وتابع أن «الفنادق لن تكون في مأمن من هجمات الإرهابيين، لأن الفنادق حالها كحال بقية المرافق في العاصمة بغداد».
وحول حالة الانفلات الأمني في بغداد، أكد الخزاعي، أن «وزارتي الداخلية والدفاع لم تنجحا طيلة السنوات الماضية في السيطرة على الوضع الأمني ببغداد، لذلك فإننا كلجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي طالبنا رئيس الوزراء بمحاسبة المقصرين فيما يتعلق بالخروقات الأمنية في بغداد».
يذكر أن العديد من الفنادق الكبرى في العاصمة العراقية، منها شيراتون وبابل والمنصور، سبق أن تعرضت إلى هجمات «إرهابية» بسيارات مفخخة أو انتحاريين، من قبل جماعات «إرهابية» تستهدف الاجانب والمسؤولين الحكوميين المقيمين فيها او تستهدف الاجتماعات والندوات والتجمعات التي تعقد في قاعات تلك الفنادق.
Share on Facebook