الإعلان عن تأسيس تجمع الحسكة الوطني في الجزيرة السورية
الحسكة «القدس العربي»: أعلن في مدينة أورفا التركية، عن تأسيس «تجمع الحسكة الوطني لقوى الثورة والمعارضة» الذي يضم شخصيات سياسية وعشائرية من أبناء منطقة الجزيرة السورية، وذلك بحضور ممثلين عن الحكومة السورية المؤقتة وشخصيات سياسة تركية.
وجاء في البيان التأسيسي للتجمع «قيام مجموعة من أبناء الجزيرة السورية، من جميع الأعراق والأديان والمذاهب، والتوجهات السياسية والفكرية، متجاوزين لأي فكر قبلي أو إثني أو ديني، بإنشاء تجمع سياسي وطني ديمقراطي متمسك بوحدة البلاد السياسية».
وأضاف البيان، أن الجزيرة السورية عانت من التهميش السياسي والاقتصادي والتنموي، لعقود طويلة، حتى انطلقت الثورة السورية المباركة، والسبب الحقيقي لتأسيس هذا التجمع هو إيجاد المعبر الحقيقي عن هموم وتطلعات وطموحات غالبية أبناء الجزيرة السورية، الرافضين للمشاريع الانفصالية، أو التي تتذرع بوجوبية قيام النظام الفيدرالي ذي الصبغة القومية سبيلاً وحيداً لتحصيل الحقوق.
وفي تصريح خاص ل «القدس العربي»، قال عضو «تجمع الحسكة الوطني لقوى الثورة والمعارضة» عبد العزيز محمد «إن تحضيرات كثيرة واجتماعات عديدة سبقت هذا التجمع خلصت جميعها إلى ضرورة عقد هذا المؤتمر، لنعلن فيه عن تكوين تكتل سياسي لأهل منطقة الجزيرة، تشارك فيه كل مكونات المنطقة بالإضافة إلى ممثلين عن العشائر والقبائل العربية».
وأضاف أن «الأولوية ستكون خلال الفترة المقبلة لتوحيد وتنظيم صفوف القوى الثورية والسياسية والاجتماعية بغية إنقاذ منطقة الجزيرة من حالة السلوكيات العدائية والصراع، والوصول إلى الحق المشترك في الوطن لكل المكونات، والإسهام في تحقيق آمال وطموحات أبناء المنطقة في العدل والمساواة والعيش ضمن الدولة السورية الواحدة الموحدة المدنية التعددية»، وفق وصفه.
وأوضح محمد أن «تجمع الحسكة الوطني يؤمن بشدة بمبادئ العيش المشترك بين مختلف المكونات العربية والكردية والسريانية والآشورية، إلا أنه يرفض بشدة كل ممارسات الوصائية التي يمارسها مكون بعينه»، في إشارة واضحة إلى «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي»، مؤكدا على أن «لا سبيل للحفاظ على السلم المجتمعي وسلامة العلاقات السياسية، سوى بالتعاون والاحترام المتبادل القائم على الندية الإيجابية».
من جهته، يرى الناشط السياسي طلال الأشقر «أن تأسيس تجمع الحسكة الوطني يمثل محاولة أخيرة لإنقاذ منطقة الجزيرة، من حالة التشرذم والانقسام التي أدت إلى هيمنة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «pyd» على المنطقة وتهجير أبنائها».
ولفت الأشقر في تصريح خاص ل «القدس العربي» إلى أن «توقيت الإعلان عن تأسيس التجمع جاء في ظل الدعم التركي المباشر لفصائل درع الفرات»، مبيناً أن الفرصة متاحة أمام التجمع، لكسب ود سكان الجزيرة، من خلال استغلال الدعم التركي، لتقليص حجم وجود تنظيم «pyd»، وحل مشكلة النازحين المهجرين.
أما محمود الحسو، وهو من أبناء مدينة الحسكة، أعرب عن أمله في أن يساهم تجمع الحسكة الوطني في فرض واقع جديد ينتهي بعودتهم إلى مدينتهم ، قائلا «إن ذلك هو ما يحتاجه أبناء الجزيرة القاطنون في المخيمات في الوقت الحاضر».
وأضاف الحسو ل «القدس العربي «، «أتمنى ألا يكون التجمع كغيره من باقي التجمعات والمجالس الأخرى التي أثبتت فشلها في المنطقة على مدار السنوات السابقة، بعدما تحولت إلى أداة بيد جهات أخرى، كان لها الدور الأبرز في مأساة أبناء منطقة الجزيرة».
Share on Facebook