«الجمهوري» ينسحب من الحكومة و«آفاق تونس» يهاجم «النهضة»
تونس – «القدس العربي»: أعلن الحزب «الجمهوري» انسحابه رسميا من الحكومة التونسية، محذرا من وجود «ردة سياسية» تهدد الانتقال الديمقراطي في البلاد، فيما شن رئيس حزب «آفاق تونس» ياسين إبراهيم هجوما على حركة «النهضة»، داعيا ل «هزيمتها» في الانتخابات المُقبلة، وهو ما دعا عددا من المراقبين للتحذير من «تصدع» الائتلاف الحاكم في البلاد.
وخلال مؤتمر صحافي عقده أمس الاثنين في العاصمة التونسية، أعلن الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابّي انسحاب حزبه رسميا من حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها يوسف الشاهد مبررا ذلك ب «استحالة العمل داخلها».
واعتبر أن الحزام السياسي للحكومة بات يشكل عبئا ثقيلا عليها «نتيجة تعقد الوضع السياسي في البلاد وبروز علامات ردة سياسية تشكل خطرا وتهدد الانتقال الديمقراطي في البلاد.
كما عبّر الشابي عن أسفه لخضوع القيادي السابق في الحزب والناطق باسم الحكومة إياد الدهماني ل «ضغوط» عدد من الأطراف في حزب «نداء تونس» الحاكم و»الاستسلام لها حفاظا على موقعه الحكومي»، مشيرا إلى أن الناطق باسم «نداء تونس» خيّر الدهماني بين البقاء في الحكومة أو البقاء في الحزب الجمهوري.
فيما نفى الناطق باسم «نداء تونس منجي الحرباوي ممارسة حزبه لأي ضغوط على الدهماني لدفعه للاستقالة من الحزب الجمهوري، مشيرا إلى أنه «لوكانت هناك ضغوط من النداء لاستقال الدهماني من الحكومة وليس من حزبه»، كما اعتبر أن الحزب الجمهوري «انتهى» منذ انتخابات 2014.
وكان الدهماني قدم استقالته من الحزب «الجمهوري» قبل ساعات من إعلان الحزب رسميا الانسحاب من الحكومة، فيما أشارت بعض المصادر إلى احتمال التحاقه بحزب «نداء تونس».
وعبرّ رئيس الكتلة البرلمانية لحركة «النهضة» نور الدين البحيري عن أسفه لانسحاب الحزب «الجمهوري» من الحكومة، وأضاف «نتمنى أن تكون مجرد سحابة عابرة»، مشيرا إلى «الجمهوري» انسحب من الحكومة فقط وليس من وثيقة قرطاج.
والحزب «الجمهوري» هو أحد الأطراف الموقعين على وثيقة قرطاج التي أفضت لتشكيل حكومة يوسف الشاهد، وسبق أن أعلن حزبي «مشروع تونس» و«الاتحاد الوطني الحر» الانسحاب منها.
من جانب آخر، شنّ رئيس حزب «آفاق تونس» (ائتلاف حاكم) ياسين إبراهيم هجوما على حركة «النهضة»، مشككا بشعار الفصل بين الجانبين السياسي والدعوي الذي اعتمده في مؤتمرها الأخير.
وأضاف خلال اجتماع شعبي عقده في العاصمة «رئيس حزب النهضة قال نحن لم نعد في الإسلام السياسي، أي أنه لم يعد النهضاويون ينتمون للإخوان المسلمين. من يؤمن بذلك؟ قد يكون ذلك صحيحا ولكن الأمر يحتاج لسنوات وسنوات».
واعتبر إبراهيم أن التحالف القائم بين حزبي «نداء تونس» و«النهضة» غير مبني على الثقة، وأضاف ”العائلة السياسية المدنية الحداثية لديها رؤية للمجتمع مخالفة للرؤية التي تدافع عن الإسلام السياسي”.
ودعا إلى «هزيمة» حركة «النهضة» في الانتخابات المقبلة، معتبرا أن «جلب النهضة ‘للمدنية’ يمرّ عبر هزيمتها في الانتخابات وجعلها ضمن الأقلية المعارضة وبالتالي وضعها في اختبار حول مدى ابتعادها عن نهج العنف»، وأضاف «ينبغي على النهضة أن تبرهن عن نبذها للعنف من خلال وجودها في المعارضة لمدة خمس سنوات وحينها يمكن القول بأنّ الحركة تحوّلت فعليا إلى حزب سياسي».
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أكد أن حزبه «اضطر» للتحالف مع حركة «النهضة»، مشيرا إلى أنه «لم تكن أمامنا سيناريوهات أخرى (…) والنهضة كانت جاهزة لذلك (إضافة الى أحزاب أخرى) بما أتاح حينئذ فرصة تشكيل تحالف حكومي. هي قبلت وليس بشروطها، وقلنا على الأقلّ نسَهِمُ بذلك في جَلْبِهَا إلى خانة المدنية ولكن يبدو أنّنا أخطأنا التقويم، وهو ما أثار جدلا كبيرا في البلاد، حيث اعتبرت بعض قيادات الحركة أنه نوع من المزايدة السياسية والانتخابية، ودعت بالمقابل رموز النظام السابق إلى إثبات التزامهم بالديمقراطية والتعددية السياسية.