المتحدث باسم «سوريا الديمقراطية» ينشق عنها بعد تنسيق مع المخابرات التركية
دمشق – «القدس العربي»: انشق الناطق الرسمي باسم «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، العقيد طلال سلو من منصبه، ووصل إلى الأراضي التركية، بعدما عبَر المناطق التي تسيطر عليها فصائل «درع الفرات» شمالي حلب، قادماً من القامشلي، ضمن عملية أمنية وإثر تنسيق عالٍ مع المخابرات التركية بحسب مصادر سورية معارضة.
وأكد مصدر مسؤول مطلع فضل حجب هويته في اتصال هاتفي ل«القدس العربي» ان انشقاق سلو ليس وليد اللحظة، بل أتى بعد تنسيق استمر لأشهر، مع المخابرات التركية التي وظفت فصائل «درع الفرات» في عملية تأمينه وإيصاله عبر مناطق سيطرة المعارضة السورية العاملة في الشمال الى الأراضي التركية.
وحسب المصدر فإن «سلو» تسلّم منصب المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية بعد اغراءات ضخمة قدمتها الأخيرة له، بهدف تلميع صورتها والخروج بمظهر الممثل لجميع المكونات السورية، وخاصة ان طلال سلو تركماني، إضافة الى تنصيب عبد الكريم العبيد وهو عربي، كمسؤول العلاقات الخارجية ل»قسد» قبل ان ينشق العام الفائت.
المناصب التي سلمتها «قسد» التي يقودها بالكامل حزب العمال الكردستاني، لمجموعة من الشخصيات غير الكردية كانت جميعها مناصب شكلية وما لبثت قيادة الميليشيات ان سحبت الميزات البسيطة وحتى المهام الصورية من المسؤولين المتحدرين من المكونات غير الكردية، وحجمتهم وخاصة بعد ان تعاظمت قوة الاكراد، وسيطروا على مساحات جغرافية كبيرة وسطوا على أراض جديدة عقب فرض سيطرتهم على الرقة، فبدأت بالتضييق على شخيصات معينة والضغط عليهم في سبيل اقصائهم.
أسباب الانشقاق
يشكل تجاهل منصب «طلال سلو» من قبل قوات سوريا الديمقراطية أحد اهم الأسباب الجوهرية لانشقاق العقيد الذي تعمدت ميليشيات قسد في الأشهر الاخيرة كما تم إضعاف موقفه وتجاوز منصبه، كناطق باسم القوات حيث كان آخر من يدلي بالتصريحات الرسمية وآخر من يَعلم بها ويُعلم بها، إضافة الى إعطائه معلومات خاطئة لتصغيره وتحجيمه، كما ان تنصيب «مصطفى بالي» الذي كان يشغل منصب مدير الاعلام في ال «بي ي دي» وتسليمه منصب المدير الإعلامي لميليشيا قسد ساهم في زيادة التهميش للعقيد سلو، وتجريده من مهامه.
كما ان تعيين «ريدور خليل» في الامس، كمسؤول العلاقات الخارجية لقوات سوريا الديمقراطية، بعد ان كان المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب فقط، وما يحمل ذلك من رسائل توضح هيمنة ال»بي ي دي» على قوات سوريا الديمقراطية، إضافة الى ما يعنيه من عدم اعتبار ل «سلو» الامر الذي دعا الأخير الى اصراره على الانسحاب.
ونفى مصدر مقرب من سلو تجنيد العقيد المنشق ضمن ميليشيات قسد من قبل انقرة لصالحها، حيث اكد انه تواصل مع المخابرات التركية مؤخراً نتيجة الضغوطات التي مورست عليه من قبل الميليشيات الكردية.
دور «درع الفرات»
وقال «إبراهيم الحبش» مدير شبكة الخابور الإعلامية في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان «سلو» اتى قادماً من القامشلي إلى مدينة منبج ثم دخل الى المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات «درع الفرات» حيث عبر الحاجز الأمني في مناطق درع الفرات المعروف باسم «حاجز العون» الذي يعتبر خط التماس بين مناطق سيطرة فصائل الجيش الحر ومليشيا قوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب الشمالي، حيث تسلمته فصائل المعارضة هناك ونقلته بدورها الى مدينة جرابلس.
ويعتبر سلو من أبرز الشخصيات التي عملت مع ميليشيات «قسد» التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، ويقودها حزب العمال الكردستاني، وكان قد حصل على رتبة عقيد «الفخرية» في بداية الثورة، وقاد «سلو» لواء السلاجقة الذي أسس بدعم تركي في ريف حلب الشمالي مطلع عام 2013، وبعد تأسيس قوات سوريا الديمقراطية في كانون الثاني/يناير 2015، عاد «سلو» من تركيا إلى عين العرب/ كوباني، وتم تعيينه متحدثاً باسمها.