المعارضة السودانية ترفض مرجعية «حوار الوثبة» وتتمسك بخريطة الطريق

المعارضة السودانية ترفض مرجعية «حوار الوثبة» وتتمسك بخريطة الطريق

المعارضة السودانية ترفض مرجعية «حوار الوثبة» وتتمسك بخريطة الطريق

الخرطوم «القدس العربي»: أعلنت المعارضة السودانية، السياسية والمسلحة، أمس الأربعاء، رفضها الحوار مع الحكومة تحت مظلة حوار الوثبة، متمسكة بخريطة الطريق التي أبرمت العام الماضي في أديس أبابا.
وأنهى ثامبو أمبيكي، رئيس الآلية الأفريقية، لقاءات في الخرطوم، شملت الحكومة ورموز المعارضة وشخصيات قومية، بهدف تحريك جمود عملية السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي والمتوقفة منذ العام الماضي.
وانتقدت أحزاب «نداء السودان» بيان الآلية الأفريقية الذي أعقب جولة امبيكي، معتبرة أنه «خلا من روح اللقاء الذي تم مع مكونات نداء السودان في الداخل، وأشار فقط لرغبات النظام في حوار مشوه من خلال حوار الوثبة المرفوض من قبِلنا».
وبينت هذه الأحزاب، عبر بيان يحمل توقيع محمد فاروق سلمان، الناطق الرسمي باسم أحزاب نداء السودان في الداخل، أن «أهم ما خرج به لقاؤها مع أمبيكي التأكيد مع الآلية على أن الطريق للحل السياسي يتم عبر التزام النظام بخريطة الطريق وتنفيذها».
وأشارت إلى «الاتفاق على اجتماع لنداء السودان بكامل مكوناته لمناقشة المستجدات الخاصة بتحريك إنفاذ خريطة الطريق، وفي مقدمتها ملف الممرات الإنسانية، على أن يأتي هذا في حزمة إجراءات ما قبل الحوار والتي تشمل وقف العدائيات، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح المعتقلين وإطلاق الحريات بشكل عام في ما عرف بإجراءات تهيئة المناخ لعملية الحل السياسي عبر الحوار».
وحسب البيان، جرى «الاتفاق على اجتماع لنداء السودان مع الآلية بعد اجتماعه أعلاه، يبحث مستقبل العملية السياسية، وأن يكون طرفا الحوار هما الحكومة ونداء السودان، بعيداً عن آلية تنفيذ مخرجات حوار الوثبة».
ووفق أحزاب (نداء السودان) «الطريق للحل السياسي لن يتم بمناورات فرض الأمر الواقع، ومحاولات ضخ الروح في حوار الخرطوم الميت والمرفوض».
وشددت على أن «الحل يناقش في حوار حقيقي يعبر عن تطلعات السودانيين في إيقاف الحرب وإقامة دولة الحريات والحقوق وتحقيق التحول الديمقراطي والعدالة ويضمن التداول السلمي للسلطة وفق عملية تغيير كاملة وحقيقية تضمن إنهاء النظام الشمولي وتفكيك هيمنة الحزب الواحد على اجهزة الدولة».
ومن جانبها، رفضت «الحركة الشعبية» التي تقاتل الحكومة في عدة جبهات، بيان الآلية، معلنة أنها «لن تقبل بأي عملية سياسية مبنية على نتائج حوار الوثبة ولن تشارك في أي لقاء مع ما يسمى لجنة تنفيذ مخرجات الحوار».
وأكدت على لسان ناطقها الرسمي مبارك أردول، أن «خارطة الطريق ليست خارطة لتنفيذ نتائج حوار الوثبة بل لإقامة حوار متكافئ»، مؤكدة أنها على استعداد للتوصل لاتفاق إنساني يشمل وقف العدائيات.
وطالبت، الآلية الأفريقية، أن تتمسك بموقفها السابق بمطالبة الحكومة بالموافقة على معبر «أصوصا» أو أي معبر خارجي آخر. وجدّدت رفضها سيطرة الحكومة على العملية الإنسانية.
وأكدت «الحركة الشعبية» تمسكها بشروط تهيئة المناخ ووقف الحرب.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي، محمد وداعة، أن «رئيس الآلية الأفريقية طلب بعد زيارته الأخيرة للخرطوم أن تلتقي آلية الحوار الوطني (الوثبة) بقوى نداء السودان».
وبين وداعة ل«القدس العربي» أن «موقف المعارضة وقوى نداء السودان في عدم الجلوس مع آلية حوار الوثبة، ينطلق من اتفاق سابق حول (خارطة الطريق) التي تنصلت منها الحكومة».
وأشار إلى أن «مطالب المعارضة والمتمثلة في توصيل المساعدات الإنسانية وتهيئة المناخ العام بإطلاق الحريات والإفراج عن السجناء السياسيين، تمثل الأساس لأي اتفاق حقيقي وجاد».
ووفق المصدر «المجتمع الدولي لا يملك شيئاً يضغط به على المعارضة التي يرى أنها قدمت تنازلات كبيرة امتدت من شعارات إسقاط النظام إلى الجلوس والتفاوض معه».
لكن المجتمع الدولي، حسب وداعة «لم أي يقدم أي ضمانات لمعارضة بشأن الحوار مع الحكومة».
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي أن «الحكومة فشلت حتى في حوارها الداخلي مع الأحزاب والكيانات الموالية لها».
وأضاف: «فقد حوار الوثبة أهدافه الأساسية المتمثلة في جمع أهل السودان وإيقاف الحرب ودعم العملية السلمية».

m2pack.biz