المعارضة السورية ترفض مؤتمر سوتشي للسلام برعاية روسيا… وتركيا تعترض على دعوة الأكراد
عواصم – وكالات: رفضت المعارضة السورية مبادرة ترعاها روسيا للتوصل إلى تسوية سياسية للحرب الأهلية فيما اعترضت تركيا على تحركات لإشراك جماعات كردية في نكسة مبكرة لمسعى موسكو لإحلال السلام.
لكن مسؤولين في المعارضة رفضوا المؤتمر وأصروا على ضرورة عقد أي محادثات سلام تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف التي كانت مسرحاً لسلسلة جهود فاشلة لإحلال السلام. وقال محمد علوش عضو الهيئة العليا للمفاوضات والمسؤول الكبير في جماعة جيش الإسلام المعارضة إن المؤتمر تحول إلى اجتماع بين «النظام والنظام».
وأضاف «الهيئة العليا تفاجأت بذكر اسمهم في قائمة الدعوة وهي بصدد إصدار بيان مع قوى أخرى يحدد الموقف العام الرافض لهذا المؤتمر».
وأشار الائتلاف الوطني السوري المعارض، ومقره تركيا، إلى أن المؤتمر محاولة للالتفاف على «الإرادة الدولية في الانتقال السياسي في سوريا» والمسار السياسي بقيادة الأمم المتحدة في جنيف.
وتساءل إياد شمسي، وهو عضو آخر في الهيئة العليا للمفاوضات ورئيس فصيل معارض، عن طبيعة حوار سوري – سوري يجري تحت رعاية ما وصفه بالنظام الروسي المجرم. وقال مفاوض روسي يوم الثلاثاء إن الجماعات السورية التي تختار مقاطعة المؤتمر تجازف بتهميشها مع مضي العملية السياسية قدما.
وكانت دعت روسيا 33 من الجماعات والأحزاب السياسية السورية لحضور ما تطلق عليه اسم «المؤتمر السوري للحوار الوطني». وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن فكرة عقد المؤتمر لأول مرة الشهر الماضي وقال إنه يعتقد أن بلاده والحكومة السورية ستهزمان المتشددين في سوريا بشكل نهائي قريباً.
وتدخلت روسيا بشكل حاسم في الحرب السورية عام 2015 لدعم الرئيس بشار الأسد وتأمل الآن في استغلال انهيار تنظيم الدولة الإسلامية لبدء عملية سياسية لإنهاء هذه الحرب الدائرة منذ ست سنوات.
وقالت حكومة النظام السوري إنها مستعدة للمشاركة في المؤتمر المقرر عقده في سوتشي في 18 تشرين الثاني نوفمبر والذي من المقرر أن يركز على وضع دستور جديد مضيفة أن الوقت أصبح مناسبا بفضل مكاسب الجيش السوري والقضاء على «الإرهابيين». وأثار قرار روسيا دعوة الجماعات الكردية التي تهيمن على قوات سوريا الديمقراطية إلى مؤتمر سوتشي غضب تركيا امس الأربعاء. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، بشأن دعوة روسيا، إن بلاده لا يمكنها قبول دعوة تنظيم «ب ي د الإرهابي» إلى محادثات حول سوريا. وجاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده قالن امس الأربعاء في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة.
وأضاف: «بدأنا باتصالاتنا على الفور وأبدينا ردود الفعل اللازمة. بطبيعة الحال لا يمكننا قبول ذلك في أي حال من الأحوال».
وقال الصحافي السوري المعارض محمود طلحة ل «القدس العربي»: رفض الأسد والقوات الروسية لأي دور تركي في الشمال السوري، ينبع من الرغبة الروسية في الضغط على المعارضة السورية للقبول بحضور مؤتمر «سوتشي» المرتقب، والذي دعت إليه موسكو، حيث لقي رفضاً كبيراً من قبل المعارضة السورية، سواء كانت سياسية أو عسكرية ممثلة للثورة السورية».
أكراد سوريا يؤيدون
وأشار الرئيس المشارك لأكبر حزب سياسي كردي في سوريا إلى أن حزبه يؤيد حضور مؤتمر سلام ترعاه روسيا هذا الشهر فيما ستكون المرة الأولى التي يشارك فيها الأكراد في مسعى دبلوماسي كبير لإنهاء الحرب.
وقال شاهوز حسن الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي إن حزبه سينادي بتطبيق نموذجه في الحكم اللامركزي على سوريا والذي يقول إنه السبيل الوحيد لإنهاء الصراع المستمر منذ ست سنوات والذي شرد نصف السوريين وأودى بحياة مئات الآلاف منهم.
وقال في ردود مكتوبة على «طرحنا مشروع الحل الفيدرالي الديمقراطي منذ منتصف آذار 2016. نرى من دونه لا توجد مشاريع حل إنما تكريس للأزمة السورية».
ولم يؤكد جازما حضوره مؤتمر السلام المقرر عقده في 18 تشرين الثاني نوفمبر في مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود لكنه قال إن أغلبية أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي وحلفاءه يؤيدون حالياً المشاركة. وأضاف «بالطبع نحن نناقشها والرأي الغالب هو الحضور». وبرز حزب الاتحاد الديمقراطي كواحد من أقوى الأطراف في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011.
ويسيطر جناحه المسلح، وحدات حماية الشعب الكردية، على مساحات واسعة من الأرض في شمال سوريا حيث أنشئت إدارات محلية يقودها الأكراد. ووحدات حماية الشعب متحالفة مع الولايات المتحدة باعتبارها لب قوات الدفاع السورية التي تمكنت بمساعدة الدعم الجوي والمستشارين الأمريكيين على الأرض من طرد تنظيم الدولة الإسلامية من كثير من مناطق شمال سوريا وسيطرت على معقله الرئيسي الرقة الشهر الماضي.