النظام السوري يتقدم على «الدولة» في أكثر من منطقة… والتنظيم يغير استراتيجيته
حلب «القدس العربي»: شهدت الأيام الأخيرة تطورات ميدانية مهمة على صعيد المواجهات بين تنظيم الدولة وقوات النظام التي تمكنت من هزيمة التنظيم في مناطق عدة كانت خاضعة له في ريفي حمص الشرقي وحلب الشرقي.
الناشط مؤيد الحلبي يقول ل «القدس العربي» عن تطورات تلك المواجهات «تمكن النظام من تحقيق انجاز مهم على حساب تنظيم الدولة، وذلك بتمكنه من السيطرة على مدينة تدمر يوم الخميس الماضي، وهذا التقدم الذي حققته قوات النظام جاء بعد أكثر من شهر ونصف الشهر من القصف الجوي العنيف الذي شنته الطائرات على تدمر، وبعد أن خسر النظام حوالي 200 عنصر وضابط من قواته ومن الميليشيات التي تقاتل إلى جانبه، ولكن إلى الآن لم تتمكن قوات النظام من بسط سيطرتها على منطقة صوامع تدمر ومنطقة جبل المزار، فيما لا يزال تنظيم الدولة يحتفظ بحقول النفط مثل حقل جزل وشاعر وجحار وكذلك حقل المهر لكن سيطرة قوات النظام على مدينة تدمر ضربة قوية ضد التنظيم، إضافة إلى أن النظام تسانده الطائرات الروسية في حملته العسكرية ضد التنظيم في بادية تدمر لتوسيع رقعة سيطرته ولحماية محيط تدمر منعاً لتكرار مباغتة التنظيم لقوات النظام».
ويذكر الناشط أن من أكثر الجبهات التي تقدم بها النظام على حساب التنظيم هي مناطق ريف حلب الشرقي «وسيطر على مناطق واسعة كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الذي لم يستطع وقف تقدم النظام وزحفه المتسارع هناك، إذ يشن النظام هجوماً واسعاً بمساندة الطائرات الروسية، وذلك على محورين الأول من محور شمال دير حافر حيث تمكن النظام من السيطرة على قرى الرؤفية والطيبات والروضة وأم الطلاطل وزعرايا، أما المحور الثاني هو محور جنوب شرق الباب التي تمكن النظام من الوصول إليها وجعلها نقطة انطلاق له نحو مناطق سيطرة التنظيم غرب نهر الفرات، حيث تحاول قوات النظام الوصول إلى مدينة الخفسة التي توجد فيها محطة مياه تغذي مدينة حلب، وفي حال وصل النظام إلى مدينة الخفسة يكون قد تمكن من اعادة ضخ المياه إلى مدينة حلب التي يقطعها التنظيم، وأيضاً في حال وصل النظام إلى مدينة الخفسة يكون وصل إلى حوض نهر الفرات من الجهة الغربية».
ويرى الناشط أن النظام يحارب تنظيم الدولة في أكثر من جبهة لتشتيت التنظيم «حتى أن النظام يشن هجوماً باتجاه مناطق التنظيم في ريف حماة الشرقي حيث سيطر على قريتي البرغوتية وحوارين في ريف السلمية الشرقي».
وعن الأسباب التي أدت إلى تراجع تنظيم الدولة لصالح النظام يقول الخبير العسكري والأمني العميد الركن خليل الطائي ل «القدس العربي»: «تراجع التنظيم في سوريا يأتي لتحشيد جهده العسكري في مناطقه المهمة، وهو يسر في هذا وفق مبدأ الكلفة والتأثير وحسب أهمية الهدف». مشيراً إلى أن التنظيم يخوض معركتين في آن واحد عسكرياً ومعنوياً «من هنا يأتي تخلي التنظيم عن مناطق لصالح أخرى أهم عسكرياً، ناهيك عن العامل الاقتصادي الذي انخفض لدى التنظيم و بدوره يؤثر على إدارة العمليات العسكرية ويحددها جغرافياً».
ويرى أن استراتيجية تنظيم «الدولة» بدأت تتغير فقد «انتقل تنظيم الدولة من أسلوب مسك الأرض والاحتفاظ بها إلى طريقة حرب الاستنزاف وفق إدارة معارك عديدة طويلة الأمد، لكن هذا لا يعني تخليه بسهولة عن المدن الحيوية له مثل الموصل والرقة».
وحول خيارات تنظيم «الدولة» لوقف تمدد النظام إلى مناطقه يقول العميد الطائي: «خيارات التنظيم محدودة، لكن هذا لا يعني انعدامها فالتنظيم لا يزال يمتلك الامكانيات القتالية التي تؤهله لشن هجمات متنوعة وبمساحات جغرافية واسعة، وأيضاً لديه القدرة على احداث مفاجآت على مستوى السلاح والتعبية، بالإضافة إلى أن تقدم النظام مرتبط بالإسناد الجوي الروسي وفي غياب هذا الإسناد من السهل على التنظيم استرجاع ما خسره».
ويذهب الخبير الأمني والعسكري إلى أنه في حال خسر تنظيم الدولة الموصل سيتجه بقوة إلى مناطق سيطرة النظام في سوريا «سيحاول التنظيم فتح جبهات في ريفي حمص وحماة بقصد ارباك النظام وتشتيته بغية منع تحشده بتجاه الرقة والحيلولة دون وصوله إلى مدينة الرقة».
ويرى القيادي المقرب من تنظيم «الدولة» أبو العباس الشامي أن التنظيم سيفاجئ النظام في مناطق جديدة على حد قوله فيقول ل»القدس العربي»: «تنظيم الدولة عامل قوته على الرغم من أنه يمر بأصعب مراحله يكمن في أنه يضرب ضربات خاطفة، فتدمر مثلا كلف استرجاعها النظام أكثر من شهر ونيف في حين سيطر عليها التنظيم في أقل من ثلاثة أيام، وقد نرى التنظيم يهاجم طريق خناصر، وربما يتمكن من فتح معارك مباغتة للنظام في أثريا، وكذلك قد نراه يضرب في مدينة السلمية أو في مدينة سفيرة، هذا بالرغم من أن التنظيم سيركز في معاركه على حماية مدينة الرقة قدر الإمكان فهي حيوية بالنسبة لديه».
ويعتبر أن تنظيم «الدولة» يشهد انهيارات كبيرة كقوة عسكرية منظمة «لكن إذا اتبع التنظيم أسلوب حرب العصابات فهنا يكون أكثر تأثيرًا من الناحية العسكرية، لكن من الناحية السياسية فإن خسارته لأي مدينة هي انتكاسة له».
Share on FacebookClick to share on TwitterClick to share on Google+Click to email this to a friend