الوحدات الكردية تسلم قرى للحزب الآشوري الديمقراطي في الحسكة
الحسكة «القدس العربي»: سلمت وحدات الحماية الشعبية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي منذ أيام قرى الخابور ذات الغالبية الآشورية في ريف محافظة الحسكة في شمالي شرقي سوريا، لمسلحي حرس الخابور والناطورة الآشوريتين، المتهمين بالانتماء إلى النظام السوري.
وأعلن الحزب الآشوري الديمقراطي في وقت سابق عبر بيان له: أنه استكمالاً لجهود الحزب وتنفيذاً لما تم الاتفاق عليه مع المرجعيات المختصة، فقد قامت وحدات الحماية الشعبية الكردية وبحضور الحزب الآشوري الديمقراطي بالانسحاب من قرية تل كوران وتسليمها لمجلس حرس الخابور الاشوري وقوات الناطوري وليكون ملف أمن الخابور كاملاً بيد قواته من مجلس حرس الخابور وقوات الناطوري.
ويقول الناشط الإعلامي الكردي جوان مصطفى في حديثه ل«القدس العربي»، «إن وحدات الحماية الكردية ليست المرة الأولى التي تسلم فيها مناطق ساهمت في تحريرها بشكل فعال وبدعم التحالف الدولي إلى أبنائها من أجل إدارتها».
وأضاف أن «المحرك الأساسي للخطوة الكردية هو حماية القرى والبلدات من أبنائها من مختلف مكونات المجتمع السوري الذين يحاربون الإرهاب في العديد من جبهات القتال ضد تنظيم الدولة والفصائل الإسلامية المتشددة»، وفق تعبيره.
وحسب مصطفى فإن هذه الخطوة «تندرج ضمن سلسلة من التدابير التي اتخذها المسؤولون الأكراد والتي ستسهم في تقريب وجهات النظر بشأن المشروع الفدرالي الذي من المرجح أن يعلن عنها خلال الفترة القريبة».
وهو يعتقد ان وحدات الحماية الكردية قامت «بخطوة محسوبة وتنم عن حسن نية إزاء توجهاتها وجهودها التي تعكس الرغبة الحقيقية في قطع الطريق أمام اختلاق أزمات مفتعلة يمكن أن تزج بالمنطقة في إشكالات غير محسوبة العواقب».
وقال السياسي السوري عمار مطرود إن «تسليم الوحدات الكردية قرى بريف الحسكة إلى مسلحي حرس الخابور والناطورة التابعين للنظام السوري، يشكل تكاملاً مع ما تمارسه هذه القوى، والذي سيكون من أهم إفرازاته المحاصصة الطائفية والعرقية».
وأكد ل«القدس العربي» أن «إعلان الوحدات الكردية تسليم قرى في ريف الحسكة إلى ميليشيات حرس الخابور والناطورة ما هي إلا مسرحية جديدة تضاف لسجل هذه الميليشيات في المنطقة، حيث أن الوحدات الكردية والجيش النظامي وقوات حرس الخابور، كل هذه التشكيلات تقود معارك مشتركة في محافظة الحسكة منذ سنوات، وتتقاسم السلطة في مناطقها منذ أكثر من خمس سنوات من عمر الثورة السورية حتى قبل ظهور تنظيم الدولة».
ويرى مطرود ان «توقيت الحديث عن تسليم قرى في ريف الحسكة يتزامن مع سعي الوحدات الكردية إلى انتاج هيئة سياسية على شكل حكومة فدرالية للأراضي التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، ويعتبرها جزءا من أرض كردستان كمواكبة لما سيكون عليه نظام الدولة السورية الجديدة الذي سيعتمد المحاصصة».
يشار إلى أن الحزب الآشوري السرياني هو الحزب الوحيد من بين الأحزاب الآشورية الذي انضم إلى الإدارة الذاتية الكردية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي في منطقة الجزيرة في شمال شرقي سوريا، فيما تتهم غالبية قوى المعارضة السورية كلاً من حزب الاتحاد الديمقراطي والحزب الآشوري الديمقراطي بأنهما ليسا بعيدين عن النظام السوري.
Share on Facebook