اليمنيون يحتفلون اليوم بالذكرى السادسة للثورة الشعبية كل بطريقته

اليمنيون يحتفلون اليوم بالذكرى السادسة للثورة الشعبية كل بطريقته

اليمنيون يحتفلون اليوم بالذكرى السادسة للثورة الشعبية كل بطريقته

تعز «القدس العربي»: يحتفل اليمنيون، اليوم السبت، بالذكرى السادسة للثورة الشعبية التي اندلعت في 11 شباط/فبراير 2011، وكانت واحدة من التجارب البارزة لثورات الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة العربية مطلع 2011 .
وكان للثورة اليمنية تجربتها الخاصة التي تختلف عن بقية التجارب العربية الأخرى، حيث حققت الثورة اليمنية نجاحاً نسبيا نهاية عام 2011 بالإطاحة، ولو ظاهريا بالرئيس السابق علي صالح، وتم انتخاب نائبه عبدربه منصور هادي، رئيسا جديدا لليمن في مثل هذه الأيام من عام 2012.
وعلى الرغم من استسلام صالح للمطالب الشعبية، وتنحيه ظاهريا عن السلطة، غيرأنه سخّر أجهزة ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، والجيش الموالي له للتآمر على مخرجات الثورة، ليتم إعادتها إلى نقطة الصفر مع نهاية 2014 بالأنقلاب عليها عبر أدوات جديدة، وهي واجهة التمرد الحوثي في الظاهر المدعوم بكل قوة من صالح وأتباعه. وقد نجح هذا التحالف بالإطاحة بنحو 80 في المئة من مقومات الدولة الجديدة، ولكن العشرين في المئة المتبقية تصدت لهذا الانقلاب، وقاومته بقوة وغيَرت المعادلة حتى أصبحت الدولة برئاسة هادي تسيطر على نحو 80 في المئة من مقومات الدولة وتبسط سيطرتها على أراضي البلد.
وفي الذكرى السادسة للثورة الشعبية، انقسم اليمنيون في احتفالهم بهذه الذكرى إلى 3 فئات، الأولى والأكبر، وهي الفئة المناصرة والداعمة لتلك الثورة منذ انطلاقها، والتي ما زالت تخوض نضالاً مريرا لحمايتها ولإنجاحها حتى اللحظة لقطف ثمار ثورة 2011 ، وهذه الفئة التي تشكل الغالبية العظمى من الشعب اليمني من أقصاه إلى أدناه، بما فيها المناطق التي تقع تحت هيمنة الانقلابيين الحوثيين، حيث يؤيدون هذه الثورة ومخرجاتها ويقفون إلى جانب الحكومة الشرعية برئاسة هادي.
ودافعت هذه الفئة عن ثورة 2011 وضحت من أجل نجاحها بالغالي والنفيس لإيمانهم بأن نظام صالح كان لا بد أن يكون له نهاية، بعد كل السياسات التي تبناها للسيطرة على مفاصل السلطة، والثورة في الحاضر والمستقبل عبر مشروع توريث السلطة لأبنائه وتحويل البلد إلى جمهورية ملكية، فيما الشعب يعاني من القهر والفقر والتهميش وعدم تكافؤ الفرص.
واعتبرت هذه الفئة أن الثورة الشعبية ضد نظام صالح كانت خيارا وحيدا لا مفرّ منه لمعالجة الوضع في اليمن، شاءت الأقدار أن يكون توقيته في هذا الظرف العصيب، ولم يكن مجرد عمل ترفي لتحسين الوضع السياسي، وبالتالي احتفت هذه الفئة بكل حماس بهذه الذكرى السادسة، وأبرزت تصميمها على مواصلة المشوار لاستكمال قطف ثمار ثورتها، التي لا يزال أمامها الكثير من المعوقات، وفي مقدمتها التي تخوضها حاليا ضد القوى الانقلابية الحوثية وقوات صالح.
والفئة الثانية من الشعب اليمني، وهم بعض أتباع الحراك الجنوبي المسلح، والذين اعترفوا بهذه الثورة، واعتبروها تتويجا لشرارة الحراك الجنوبي، الذي انطلق في 2007 ضد نظام صالح، والذي طالب حينها بانفصال الجنوب عن الشمال طالما أن نظام صالح في السلطة، ولكن البعض الآخر منهم لا يزال يصرّ على أن الأهداف الأصيلة للحراك الجنوبي، تبقى انفصال الجنوب عن الشمال، وليس مجرد القضاء على نظام صالح. غير أن هذه الغالبية من قيادات الحراك الجنوبي بمن فيهم القيادات يشعرون أن أهدافهم تحققت بإزالة مسببات التهميش السياسي والاقتصادي، الذي كانوا يعيشونه في عهد صالح، حيث أن غالبية أركان السلطة حاليا في يد الجنوبيين، بدءاً برئيس الجمهورية هادي، مرورا برئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، وانتهاء بكافة وزراء الحقائب الوزارية السيادية، الموجودة بأيدي كوادر جنوبية، ناهيك عن كافة مسؤولي السلطات المحلية، من محافظين وغيرهم في المحافظات الجنوبية.
وعلى الرغم من المزاج الشعبي المطالب بانفصال الجنوب، والذي ساد الشارع الجنوبي خلال السنوات الماضية، غير أن تغيّر المشهد السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي خلق قناعات جديدة لدى العامة قبل الخاصة نحو تأييد ثورة 2011 ، التي حققت الجزء الأكبر من حلم اليمنيين في الإطاحة بماكينات الفساد، التي كان نظام صالح يتبناها، وبناء نظام جديد قائم على العدل والمساواة في السلطة والثروة يسهم في بنائه كافة أبناء الوطن.
أما الفئة الثالثة من اليمنيين فهم الموالون للانقلابيين الحوثيين وأتباع صالح، والذين لم يحتفلوا بهذه الثورة، بل واعتبروها ثورة «الفوضى الخلاقة»، التي تبنّاها الغرب لتفتيت هذه البلدان وإخضاعها لسياساته الاستعمارية، ضمن استراتيجية السيطرة على المنطقة وتقاسم النفوذ الغربي فيها.
Share on FacebookClick to share on TwitterClick to share on Google+Click to email this to a friend

m2pack.biz