اليمن: إصرار الحوثيين على عدم تسليم الدولة يفشل كل جهود إحلال السلام ويضع الأمم المتحدة أمام المحك
تعز «القدس العربي»: إصرار الانقلابيين الحوثيين على مواقفهم الانقلابية ورفضهم القاطع تسليم السلاح ومؤسسات الدولة أفشل كل جهود إحلال السلام في اليمن منذ انقلابهم في 21 أيلول (سبتمبر) 2014، وأفشل معها المنظمات الدولية التي أخفقت في اليمن في إحداث أي خرق في حدار الأزمة اليمنية.
وقال سياسيون ل«القدس العربي» إن إعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ أحمد عن عدم رغبته الاستمرار في عمله لفترة جديدة بعد انتهاء فترة عمله الشهر المقبل، يعني بالتأكيد فشل كل محاولاته المريرة في التعامل مع الانقلابيين الحوثيين، الذين لم يلتزموا بأي وعود أو يحترموا أي التزامات خلال الثلاث السنوات الماضية.
وأوضحوا «ان استقالة المبعوث من مهمته في اليمن تكشف أنه وصل إلى طريق مسدود مع الانقلابيين الحوثيين وأن فرص إحلال السلام في اليمن في ظل إصرار الحوثيين على مواقفهم أصبحت غير ممكنة».
وكان ولد الشيخ هو المبعوث الثاني للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن خلال الأزمة اليمنية، حيث سبقه في ذلك المبعوث السابق للأمم المتحدة المغربي جمال بن عمر، والذي اضطر أيضا إلى الاستقالة وعدم الاستمرار في عمله في العام 2015 عند ما وجد أن الحوثيين لا يجيدون غير لغة السلاح، وأن التفاوض السياسي معهم لا يفضي إلى نتيجة، رغم كل ما قدمه لهم بن عمر من تسهيلات ومن تنازلات لدرجة اتهامه بالتواطؤ معهم.
وبشهادة العديد من المشاركين في مباحثات السلام اليمنية، بذل ولد الشيخ جهودا كبيرة للتقريب بين وجهات اليمنية وفي الدفع بعملية السلام نحو النجاح، وحاول تفادي كل نقاط الضعف والأخطاء التي ارتكبها سلفه جمال بن عمر، غير أن كل تلك الجهود لم تشفع له في اقناع الانقلابيين الحوثيين الجلوس إلى طاولة المفاوضات بجدية لبحث إمكانية إحلال السلام عبر المسار السياسي.
وذكروا ل«القدس العربي» أن ولد الشيخ كان مرنا في جهوده وحاول استعياب مطالب كل الأطراف وأبدى تفهما كبيرا في التقريب بين وجهات النظر وبين تلك المطالب، لكن إصرار الحوثيين على عدم الاستجابة لأي مطالب بالتنازل عن تسليم السلاح والانسحاب من مؤسسات الدولة، ومن المدن الرئيسية، أوصل كل جهود السلام في اليمن إلى طريق مسدود في عهد ولد الشيخ.
وأشاروا إلى أن إخفاق المبعوث في إحلال السلام في اليمن لا يعني منح فرصة جديدة أمام الدفع بعجلة السلام نحو الأمام، بقدر ما يضع الأمم المتحدة على المحك، بشأن تعاملها بمرونة مفرطة مع الانقلابيين الحوثيين على حساب الحكومة الشرعية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة ومن قبل المجتمع الدولي.
وذكروا أنه «في ظل الوضع الانقلابي القائم في صنعاء لن يبعث تغيير المبعوث الأممي آمال في إحياء مفاوضات السلام التي ولدت ميتة وظلت الأمم المتحدة أكثر من سنتين ونصف تحاول إنعاشها ولكن دون جدوى، وبالتالي لن يكون تغيير مبعوث الأمم المتحدة سوى مرحلة أخرى من الاخفاق الأممي، إذا لم يصحبها تحول جديد في التعامل الجاد والصارم مع الانقلابيين الذي لا يعترفون الا بلغة السلاح».
وكانت الأنباء ذكرت أمس الأول ان الأمم المتحدة اختارت الدبلوماسي البريطاني مارتن غريفثت مبعوثا جديدا لها إلى اليمن، على الرغم أن الأمم المتحدة لم تعلن رسميا تسمية غريفثت مبعوثا جديدا لها في اليمن.
ويعد غريفثت الدبلوماسي الغربي الأول الذي يتولى مهمة الوساطة الأممية في أزمة اليمن وهو دبلوماسي بريطاني متخصص بالنزاعات الدولية، عمل لسنوات في الوساطات.