اليمن: مباحثات غير رسمية في ألمانيا بين مندوبين عن الحكومة والانقلابيين
تعز- «القدس العربي»: كشفت العديد من المصادر أن ارتفاع حدة الصراع بين حليفي الانقلاب في صنعاء وضعف السلطة الشرعية إثر النتوءات التي تضربها بين الحين والآخر، أسهم بشكل كبير في ترحيل عملية الحسم لصالح أي طرف، كما أعاقت جهود السلام الدولية وأثقلت كاهل المواطن العادي الذي أصبحت الأوضاع تتقاذفه في كل جانب.
وعلمت (القدس العربي) من مصادر سياسية ان هذه الأوضاع أسهمت في دخول الوضع في حالة انهيار شبه كلي، في كل الاتجاهات العسكرية والأمنية والسياسية والإنسانية، ما دفع ببعض القوى والمنظمات الدولية إلى التقاط اللحظة والتدخل لتحريك المياه الراكدة على صعيد الجمود الذي أصاب مباحثات السلام بين طرفي الصراع في اليمن.
وذكرت هذه المصادر أن جهود ألمانيا الدبلوماسية أثمرت على المدى الطويل، نجاحا في استضافة ممثلين عن أطراف الصراع في اليمن لعقد جلسات مباحثات غير معلنة، عبر منظمات ألمانية غير حكومية، وتحت إشراف وزارة الخارجية الألمانية، والذين دشنوا أمس مباحثاتهم حول الخطوط العريضة لحل الأزمة اليمنية.
والتقطت برلين هذه اللحظة المناسبة للتدخل الدبلوماسي في اليمن، بعد أن ظلت تراقب عن بعد هذه اللحظة وتشارك بطرق غير مباشرة في حلحلة الأزمة اليمنية، ونجحت في إشراك كبار القادة السياسيين اليمنيين من الطرفين إلى برلين للجلوس إلى طاولة المباحثات والتي يعتقد أن تضع اللبنات الأساسية لأي جهود نحو إحلال السلام في اليمن عبر الأمم المتحدة، بعد فشل العديد من جولات المفاوضات بين الطرفين خلال السنتين الماضيتين.
ونسبت مصادر إعلامية يمنية إلى السفير الألماني لدى اليمن اندرياس كيندل قوله انه ان مشاورات غير مباشرة تجرى بين مستشاري الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ووفد آخر يمثل طرف الحوثي وصالح.
وذكر السفير الألماني أن «جهود الحكومة الألمانية تسير وفق مسارين أحدهما إنساني والآخر سياسي»، وذلك في إشارة إلى الوضع الإنساني الخطير الذي آلت اليه الأمور في اليمن إثر أكثر من سنتين من موجات الصراع المسلح.
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد استأنف قبل أيام جهوده الرامية إلى عقد هدنة ووقف إطلاق النار في اليمن قبيل حلول شهر رمضان، غير أنها لم تسفر حتى اللحظة عن أي تجاوب من قبل طرفي الصراع في اليمن، وهما القوات الحكومية وقوات الانقلابيين الحوثيين والرئيس السابق علي صالح، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الطرفان.
وأوضحت المصادر الحكومية أن الطرف الحكومي لم يقبل بمشروع هدنة المبعوث الأممي، لأنها تفتقر إلى رؤية واضحة المعالم، واعتبروها مجرد أفكار للنقاش وليست خريطة طريق جديدة.
وتزامنت هذه الجهود الدبلوماسية مع حالة ضعف كبيرة يعاني منها طرفا الصراع في اليمن، حيث تعاني القوى الانقلابية (الحوثي – صالح) من تصاعد حدة الخلافات بينهما، لدرجة التهديد بالتصفية، فيما تعاني السلطة الشرعية كذلك من التشظي في الجنوب والذي برزت ملامحه بإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الخميس قبل الماضي، لإدارة شئون الجنوب والدعوة لانفصاله عن إدارة حكومة السلطة الشرعية.
وبرزت أمس حدة الخلافات بشكل كبير بين حليفي الانقلاب (الحوثيين وصالح) في صنعاء بعد أن منعت جماعة الحوثي طباعة صحيفة (الميثاق)، لسان حال حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح، وقوبل هذا القرار الحوثي بحملة إعلامية من قبل المسئولين الإعلاميين في حزب المؤتمر والذي أثارهم بشكل كبير.
وطالب رئيس تحرير صحيفة الميثاق محمد أنعم نقابة الصحافيين اليمنيين واتحاد الصحافيين العرب والاتحاد الدولي للصحافيين عن ضرورة التضامن مع صحيفة الميثاق التي قال ان صحافييها «يتعرضون إلى اسوأ اساليب الترهيب والملاحقة بدعاوى كيدية» من قبل الحوثيين.
واتهم أنعم الحوثيين بارتكاب انتهاكات خطيرة ضد الصحافيين المؤتمريين وأن الأمر وصل بهم إلى «المحاكم (المسيطر عليها من قبل الحوثيين) واخيراً بمنع صحيفة الميثاق من الطباعة تحت مبررات كاذبة وابتزازية هدفها تكميم الافواه ومصادرة حرية الرأي وخنق صوت المؤتمر الشعبي العام».
وقال الصحافي المقرب من صالح، علي الشعباني ان «إيقاف طباعة صحيفة الميثاق لسان حال المؤتمر الشعبي العام تعد قرصنة متعمدة من الحوثيين للحريات وانتهاك صارخ للشراكة الوطنية وايقاف لواحدة من اهم وسائل الاعلام تعمل لمواجهة العدوان» على حد تعبيره.
وأكد أن هذه الإنتهاكات الحوثية ضد الصحافة «دليل واضح على افتعال أزمات وصراعات سياسية تضعف الجبهة الوطنية لمواجهة العدوان».