اليمن: محافظ تعز يعلن رسميا تدشين «معركة الحسم» والقوات الحكومية تحقق تقدما عسكريا وانهيارات في صفوف ميليشيا الحوثي
تعز «القدس العربي»: أعلن محافظ محافظة تعز، وسط اليمن، عن تدشين معركة الحسم لتحرير تعز وكسر الحصار الحوثي المفروض عليها منذ نحو ثلاث سنوات، من قبل الميليشيا الحوثية، في حين حققت القوات الحكومية تقدما سريعا في العديد من الجبهات التي خاضت فيها مواجهات، أمام انهيارات ملموسة لميليشيا الانقلاب الحوثي.
وقال محافظ تعز الدكتور أمين محمد محمود في أول ظهور إعلامي له عبر رسالة فيديو، «يا أبناء تعز الأبية الصامدة حانت اللحظة التاريخية والحاسمة التي انتظرتموها طويلا… لقد قرر جيشكم الوطني الشروع بعملية عسكرية واسعة مدعومة من قوات التحالف العربي لتحرير محافظتنا واجتثاث المليشيات الحوثية الكهنوتية السلالية التي جثمت على أنفاسكم لهذه السنوات الثلاث الثقيلة والمأساوية».
ودعا سكان تعز إلى مساندة قوات الجيش في هذه المعركة فقال «أتوجه إليكم وأدعوكم للوقوف صفا واحدا إلى جانب اخوانكم وأبنائكم في القوات المسلحة الذين يسطرون الأن اروع لحظات التضحية والفداء». وفي الوقت ذاته وجّه المحافظ نداء لسكان بعض مناطق محافظة تعز الواقعة تحت سيطرة ميليشيا جماعة الحوثي «أتوجه بنداء أخير لإخواننا وأبنائنا في المناطق الواقعة تحت نفوذ ميلشيا الكهنوت الحوثية ان يهبّوا لنصرة اخوانهم في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وان ينتفضوا ويثأروا لكرامتهم وحريتهم، فجيشكم الوطني الباسل قادم إليكم فكونوا الدعم والغيث والسند».
وكانت القوات الحكومية بدأت الخميس عملية عسكرية واسعة لتحرير محافظة تعز، في أكثر من جبهة، وفي مقدمتها الجبهات الغربية، التي شهدت أعنف مواجهات عسكرية بين القوات الحكومية والميليشيا الحوثية، حققت فيها القوات الحكومية مكاسب عسكرية كبيرة وتقدما على أكثر من صعيد، في حين شهدت الميليشيا الحوثية تراجعا وانهيارات متلاحقة.
وذكر مصدر عسكري ل«القدس العربي» أن «القوات الحكومية تحقق تقدما عسكريا باضطراد منذ انطلاق هذه العمليات العسكرية، غير أن العائق الأكبر هو الكميات الهائلة من الألغام الحوثية المزروعة في كافة الطرق والمناطق المؤدية إلى أماكن تواجد الحوثيين أو المواقع التي يسيطرون عليها».
وأوضح أن الميليشيا الحوثية لجأت منذ بداية المعركة في تعز إلى إعاقة التقدم العسكري للقوات الجيش الوطني وقوات المقاومة الشعبية بواسطة زراعة كميات كبيرة من الألغام الأرضية، التي سقط جراءها الكثير من العسكريين الحكوميين ورجال المقاومة الشعبية والمدنيين أيضا خلال الثلاث السنوات الماضية».
وذكرت المصادر الرسمية ان هذه العمليات العسكرية تجرى وفقا لخطة عسكرية مشتركة بين القوات الحكومية اليمنية وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وأن الجانبان هيئا كل الظروف الملائمة لانطلاق هذه المعركة التي تطمح الحكومة اليمنية إلى أن تحقق هدفها الرئيس في تحرير محافظة تعز من الميليشيا الحوثية، كخطوة نحو تعزيز السيطرة الحكومية على نطاق واسع من الأرض في المحافظات الشمالية التي تقع العديد منها تحت السيطرة الحوثية.
وأجرى نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر اتصالين هاتفيين بكل من محافظ تعز الدكتور أمين محمود وقائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل للاطلاع على سير العمليات العسكرية الحكومية الهادفة إلى استكمال تحرير محافظة تعز من الميليشيا الحوثية. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية ان الأحمر «بارك الانتصارات التي تحققت منذ بدء العمليات العسكرية وما سطره أبطال الجيش الوطني من ملاحم خالدة في سبيل تحرير محافظة تعز وبسط سلطة الدولة فيها.. مثمناً موقف دول التحالف وقواتها المساندة لعملية التحرير والتي أسهمت بشكل كبير في تحقيق هذه الانتصارات».
وأكد الفريق محسن عزم القيادة السياسية بقيادة رئيس الجمهورية ودعم الأشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية على تحرير المحافظة بشكل كامل وطرد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران والاتجاه لاستعادة الدولة وبسط نفوذها على كامل التراب اليمني.
وذكرت المصادر الرسمية أن محافظ تعز وقائد المحور العسكري فيها أطلعا نائب الرئيس اليمني على سير العمليات العسكرية وما تحقق من مكاسب خلال اليومين الماضيين.
وفي الوقت الذي تخوض فيه القوات الحكومية تقدمها الميداني على الأرض في أكثر من صعيد في الجبهات الغربية بمحافظة تعز، كثفت قوات التحالف العربي غاراتها الجوية أمس الجمعة على مواقع عديدة لمليشيا الحوثي، أسفرت عن سقوط العديد من المسلحين الحوثيين بين قتيل وجريح، وأيضا تفجير أحد حقول الألغام الكبيرة التي كانت تعيق تقدم القوات الحكومية نحو المواقع الحوثية، غربي تعز.