ا لأمم المتحدة تراهن على دور أكبر للاتحاد الأوروبي لاحتواء التوتر في نزاع الصحراء الغربية
مدريد -« القدس العربي» : ترغب الأمم المتحدة في جعل الاتحاد الأوروبي يلعب دورا مهمًا في البحث عن مفاوضات السلام والحل الأخير لنزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو وباقي الأطراف المعنية ومنها الجزائر وموريتانيا.
في هذا الصدد، عقد المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء هورسلت كوهلر لقاء في بروكسيل مع مسؤولة العلاقات الخارجية والدفاع في المفوضية الأوروبية، فدريكا موغيريني لمعالجة الموضوع. اللقاء جرى الأربعاء من الأسبوع الجاري، وانتهى بإعلان نية التعاون بين الطرفين في نزاع الصحراء.
وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية «القدس العربي» أنه لا يوجد تصور واضح حتى الآن حول دور ما للاتحاد الأوروبي بل هناك مجموعة من المقترحات لم ترق الى آلية للتطبيق لاسيما أن المبعوث الجديد لم يكمل بناء الاستراتيجية التي يرغب العمل عليها.
وكانت الأمم المتحدة حتى الأمس القريب لا تشرك الاتحاد الأوروبي في البحث عن نزاع الصحراء وتترك الأمر مقتصرا على دولتين رئيسيتين وهما فرنسا صاحبة النفوذ في المغرب العربي – الأمازيغي وإسبانيا وهي القوة الاستعمارية السابقة في الصحراء. كما يحضر النزاع في أجندة بريطانيا بحكم أنها عضو فيما يسمى «مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية» المكونة من إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا إضافة إلى بريطانيا، وهي مجموعة تهدف الى التنسيق في الأمم المتحدة للبحث عن حل للنزاع.
في الوقت ذاته، فضلت المفوضية الأوروبية تجنب نزاع الصحراء خلال العقود الماضية باستثناء الشق الإنساني لرفضها التورط سياسيا في ملف شائك قد يزيد من التوتر وليس العكس. لكن التطورات الأخيرة، ومنها تحول البرلمان الأوروبي الى ساحة للمواجهة بين المغرب وجبهة البوليساريو على خلفيات الاتفاقيات الموقعة بين المغرب وأوروبا في المجال الزراعي والصيد البحري، وظهور لوبيات قوية مساندة للبوليساريو نقلت هذه الاتفاقيات أمام القضاء الأوروبي، كل هذا يجعل الاتحاد مطالبا بدور حقيقي في البحث عن حل لهذا النزاع.
وتنقسم دول الاتحاد الأوروبي الى ثلاثة أقسام في نزاع الصحراء، القسم الأول يتكون من دول مثل إسبانيا وفرنسا معنية بالدرجة الأولى بالنزاع لأسباب تأريخية وجيوسياسية، والقسم الثاني من الدول وهي شمال أوروبا وعلى رأسها السويد التي تريد دورا حقيقيا للاتحاد الأروروبي في البحث عن النزاع بدل ترك الملف في أيدي فرنسا وإسبانيا. أما القسم الثالث فهو التوجه الذي كانت تتبناه دول مثل بلجيكا وألمانيا ويطالب بإبعاد الاتحاد الأوروبي عن هذا الملف وتركه فقط في أيدي الأمم المتحدة، لكن برلين بدأت تعيد النظر في هذا الموقف خلال السنتين الأخيرتين.
ونظرا لحساسة التوجه الذي يسير فيه نزاع الصحراء، ونعني احتمال تجدد المواجهات الحربية من طرف جبهة البوليساريو لتحريك الملف، تريد الأمم المتحدة تحركا جماعيا دوليا لاحتواء هذا التطور ومن ذلك إشراك الاتحاد الأوروبي في البحث عن الحل بسبب علاقاته المتينة مع المغرب العربي- الأمازيغي.