بارزاني: تجاوز أي قوة لحدود كردستان غير مقبول أبدا
أربيل «القدس العربي»: أكد رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، أن «الحشد الشعبي تحرك في مناطق جنوب سنجار دون التنسيق مع أي طرف، وتسبب بالنتيجة في إحداث وضع معقد»، معتبراً أن «تجاوز أي قوة لحدود كردستان ومحاولة فرض إرادتها غير مقبول أبداً».
كلام بارزاني، جاء خلال استقباله وفداً عسكرياً أمريكياً، مساء أمس امس الأول الإثنين، ضم قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جوزيف فوتيل، والقائد العام لقوات التحالف في العراق وسوريا، ستيفن تاونسيند، وعدد من المسؤولين الآخرين إضافة إلى مستشارين عسكريين، والسفير الأمريكي لدى بغداد، في مصيف صلاح الدين، بحضور عدد من مسؤولي الإقليم.
وحسب بيان لرئاسة إقليم كردستان، فإن «قائد القيادة المركزية الأمريكية نقل خلال اللقاء رسالة وزير الدفاع الأمريكي إلى بارزاني أبدى فيها دعم الولايات المتحدة لقوات البيشمركه، وشُكر وزير الدفاع لرئيس إقليم كردستان وقوات البيشمركه للإنتصارات المتحققة ضد تنظيم «الدولة» والتنسيق مع الجيش العراقي».
وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية، وفق ما نقل البيان: «لولا البيشمركه وتضحياتها ودور الرئيس بارزاني لكان من المستحيل تحقيق النصر ضد إرهابيي الدولة»، مضيفاً: «لاتزال هناك الكثير من العوائق أمامنا ولا تزال الحرب ضد الدولة مستمرة، لذا فنحن بحاجة إلى المزيد من التنسيق والتعاون مع بيشمركه كردستان».
ووجه بارزاني شكره للولايات المتحدة لما تقدمه من دعم لقوات البيشمركه، مشيراً إلى أنه «قبل إنطلاق معركة الموصل، دعا إقليم كردستان إلى وضع خطط عسكرية وسياسية وإدارية، بسبب التوقعات المؤشرة لحدوث مشاكل جديدة، لكن من المؤسف عدم العمل على وضع خطة سياسية وإدارية لمرحلة ما بعد تنظيم الدولة»
وحول الأوضاع غرب الموصل، حيث تتوسع سيطرة «الحشد الشعبي» قال: «إذا كان هدف التحركات هو محاربة «الدولة» فلا ضير من ذلك، لكن إذا كانت محاولة لتطبيق أجندات أخرى غير الحرب على الإرهاب فإن هذا سيؤدي إلى حدوث معضلة كبيرة وستتسبب بضياع الإنتصارات والمكاسب المتحققة ضد الإرهاب».
وأضاف: «من غير المقبول بأي شكل من الأشكال تجاوز أي قوة لحدود كردستان، ومحاولة فرض إرادتها»، مشيراً إلى أن «العوامل التي نجم عنها مجيء تنظيم الدولة على وشك أن تتكرر مرة أخرى». وأبدى بارزاني رضاه عن التنسيق بين قوات البيشمركه والجيش العراقي.
وقال في هذا السياق: «حسب الاتفاقية الموجودة بين إقليم كردستان والولايات المتحدة والحكومة العراقية، كان على كل طرف الإلتزام بالنقاط المحددة له، وتقرر تشكيل قوة مشتركة بين البيشمركه والجيش لاستعادة جنوب سنجار وغرب تلعفر من تنظيم الدولة، وفيما انشغل الجيش العراقي بمعركة الموصل، والتزمت البيشمركه بالاتفاقية ولم تتحرك بناء على الاتفاقية، بدأ الحشد الشعبي في تلك الأثناء بالتحرك في المنطقة دون التنسيق مع أي طرف، وفي النتيجة تم احداث وضع معقد».
وأعتبر أن «هذه الأوضاع دليل على أن قلقنا من غياب اتفاقية سياسية وإدارية كان في محله».
في المقابل، قال الناطق باسم حركة «النجباء» التابعة ل«الحشد» أبو وارث الموسوي،، إن «تصريحات البيشمركه ازاء الحشد الشعبي كانت متسرعة، لأن الحشد لا يهدد أي جهة ولا تعتمد على سياسىة الامر الواقع لتغير ديموغرافية المناطق التي تستعيدها من تنظيم الدولة».
وقال لقناة NRT عربية، «كنا نتمنى أن يكون هناك حوار نافع كي نبتعد عن التشنجات والخطابات غير المسؤولة ونتصرف بعقلانية، وأن تكون التصريحات منضبطة لأن هدفنا الاول هو القضاء على خطر تنظيم الدولة، وبعد ذلك نجلس جميعا على طاولة الحوار».
وتصاعد السجال في الأيام الماضية بين «البيشمركه»، وميليشيات «الحشد الشعبي»، إذ وجهت الأولى، انتقادا لاذعا إلى حركة عصائب أهل الحق رداً على هجوم شنته الأخيرة ضد القوات الكردية.
وقال بيان ل«البيشمركه»: «في الأيام الماضية نشر جواد الطليباوي القيادي في عصائب أهل الحق تصريحا عبر وسائل الإعلام بلهجة معادية ضد البيشمركه، وإقليم كردستان، وتفوح منه رائحة التهجم، والفتنة، والعدائية».
وانتقد البيان حركة «العصائب»، بالقول: «لو لم يساندكم المستشارون، والقوات الإقليمية لما تمكنتم من مقاتلة مفرزة واحدة لتنظيم الدولة»، مضيفاً: «انتم من قام بسرقة الموصل، وقبل ذلك أصبح المئات من الأشخاص مجهولي المصير على ايديكم، واتخذتم من التعدي على الآخرين طريقا تسلكونه، والجميع يعلم بذلك».
وهدد الطليباوي، الجمعة، بشن هجوم على قوات البيشمركه، والقيام بعملية خاطفة في مناطق نينوى المحررة. وقال في تصريح، إن «انسحاب قوات البيشمركه من المناطق المحررة في محافظة نينوى امر مرهون بالقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي».