بلجيكا تعتقل رئيس حكومة كتالونيا ومدريد أمام شبح فوز المنادين بالاستقلال يوم 21 من الشهر المقبل
مدريد-«القدس العربي »: اعتقلت الشرطة البلجيكية رئيس حكومة كتالونيا المقال كارلس بويغدمونت وأربعة من وزراء حكومته، وذلك تطبيقا لمذكرة اعتقال دولية أصدرها القضاء الإسباني في حقه منذ يومين، ووسط كل هذه التطورات تستعد الأحزاب في كتالونيا للانتخابات يوم 21 ديسمبر/كانون الأول، ويبقى المشكل الذي تواجهه مدريد هو فوز الأحزاب المنادية بالاستقلال.
وتعيش اسبانيا على وقع ملف كتالونيا بعدما أعلنت حكومة الحكم الذاتي لهذا الإقليم استقلالها عن اسبانيا منذ عشرة أيام تطبيقا لنتائج استفتاء تقرير المصير يوم فاتح أكتوبر الماضي، وترتب عن هذا اعتقال ثمانية وزراء حكومة الحكم الذاتي الجمعة الماضية بينما لجأ رئيس هذه الحكومة بويغدمونت الى بلجيكا.
وقام بويغدمونت وأربعة من وزراءه السابقين بتسليم أنفسهم أمس الأحد الى الشرطة البلجيكية في بروكسل بمجرد إدراكه أنه قد يتعرض للاعتقال بعد وصول مذكرة القضاء الإسباني الى بلجيكا، وقد يتطلب الأمر شهرين للبث في تسليمه الى اسبانيا من عدمه. وتبرز الصحافة الإسبانية مثل الباييس والموندو رهان بويغدمونت على تدويل الملف الكتالاني دوليا من باب القضاء.
وعمليا، نجحت حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا من تدويل هذا الملف الذي أصبح يوميا حديث الصحافة العالمية وخاصة الغربية منها وعلى رأسها الأوروبية، كما جعل أنصار الاستقلال يقولون بوجود رئيس دولتهم في المنفى ملاحقا من طرف قضاء اسبانيا. ويلعب القوميون كثيرا على ثنائية كتالونيا واسبانيا الى مستويات اعتبار الوجود الإسباني استعمارا.
ووسط كل هذه التطورات، يقترب تاريخ إجراء انتخابات تشريعية في كتالونيا، يوم 21 ديسمبر المقبل، وتعمل كل الأحزاب على الاعداد لها بما فيها الأحزاب القومية الداعية للانفصال. وتواجه حكومة مدريد أكبر تحدي في هذا الاقليم، إذ أن كل استطلاعات الرأي بما فيها الذي نشرته الصحافة الموالية للمركز مثل جريدة لرسون أمس الأحد تبرز فوز الأحزاب المنادية بالاستقلال، بعض هذه الاستطلاعات يمنحها الفوز بالأغلبية المطلقة التي هي ما فوق 68 مقعدا، بينما الآخر يمنحها الفوز ولكن دون الأغلبية المطلقة بمقعد أو مقعدين.
لكن هناك قلق وسط الحكومة المركزية ويتجلى في إيقاظ الاعتقالات التي نفذها القضاء الإسباني مشاعر القومية الكتالانية، حيث سيتم دفع المعتدلين الى التصويت على الأحزاب القومية، خاصة وأن هذه الأخيرة عادت لتؤكد في برامجها على ضرورة الاستقلال عن اسبانيا.
ومن المحتمل خوض الأحزاب القومية الثلاث وهي الحزب الديمقراطي الأوروبي الكتالوني واليسار الجمهوري الكتالوني وائتلاف وحدة الشعب الانتخابات التشريعية بلائحة واحدة، مما قد يجعل حظوظ القوميين ترتفع لضمان أغلبية برلمانية مريحة جدا. ويطرح مسؤولون من هذه الأحزاب احتمال ترأس اللائحة كارلس بويغدمونت رغم وجوده في المنفى ومعتقلا في بلجيكا.