تأسيس قاعد أمريكية قرب ناحية حمام العليل جنوب الموصل
الموصل «القدس العربي» ووكالات: واصلت قوات الأمن العراقية التوغل في الشطر الغربي من الموصل، أمس الجمعة بعد يوم من شنها هجمات على جبهات عدة صوب المعقل الرئيسي الأخير لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في المدينة، فيما كشفت مصادر أن القوات الأمريكية تعمل على تأسيس قاعدة قرب ناحية حمام العليل جنوب المدينة.
واستعادت القوات السيطرة على مطار الموصل، أول أمس الخميس، في مكسب مهم بالمعركة الرامية لإنهاء سيطرة التنظيم على أراض في العراق.
وقال متحدث عسكري إن «قوات مكافحة الإرهاب تمكنت أمس الجمعة من السيطرة على قاعدة الغزلاني العسكرية بالكامل وتقدمت صوب حي تل الرمان وحي المأمون في جنوب غرب المدينة».
وتقوم الشرطة الاتحادية ووحدة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية بتطهير المطار من القنابل والفخاخ التي خلفها التنظيم الذي انسحب من مواقعه هناك أول أمس.
وتخطط القوات الحكومية لإصلاح المطار واستخدامه قاعدة لطرد التنظيم من أحياء غرب الموصل حيث يعتقد أن نحو 750 ألف شخص لا يزالون محاصرين هناك.
وطردت القوات الحكومية المتشددين من شرق الموصل الشهر الماضي لكن «الدولة الإسلامية» لا تزال تسيطر على القطاع الغربي من المدينة التي يقسمها نهر دجلة.
وقال صباح النعمان المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، إن «قواته تقاتل تنظيم الدولة في تل الرمان والمأمون وتوقع القضاء على مقاتلي التنظيم هناك قريبا».
واستخدم مقاتلو التنظيم الهجمات بسيارات ملغومة وطائرات دون طيار تحمل قنابل صغيرة في محاولة لعرقلة تقدم وحدات جهاز مكافحة الإرهاب. وقال اللواء الركن سامي العارضي، القائد الكبير في الجهاز في جنوب غرب الموصل، إن «التنظيم يبدي مقاومة هناك وإن الطائرات دون طيار مصدر إزعاج رئيسي».
وتحاول قوات الرد السريع التقدم فيما وراء المطار لكسر دفاعات التنظيم حول الأحياء على الطرف الجنوبي للموصل.
وقال العقيد في الجيش فلاح الوبدان إن «القوات تقاتل التنظيم حاليا على الطرف الجنوبي للمدينة وتحاول اختراق الخنادق وساتر ترابي مرتفع استخدموه كخط دفاعي».
في السياق، تشهد مدينة الموصل، تحركات عسكرية مستمرة من قبل القوات الأمريكية، التي تعمل منذ أشهر على تأسيس قواعد لها في مناطق مختلفة من المدينة.
وأشارت مصادر إلى ارتفاع وتيرة هذه التحركات مع انطلاق معركة تحرير الساحل الأيمن من المدينة وقرب انتهاء العمليات العسكرية فيها.
وقال مصدر عسكري ل«القدس العربي» إن «القوات الأمريكية ومنذ أيام تعمل على تأسيس قاعدة عسكرية بالقرب من ناحية حمام العليل جنوب مدينة الموصل».
وكشف المصدر عن «قيام القوات الأمريكية بالتمركز في تلك المنطقة ونقل معدات عسكرية من قاعدة القيارة الجوية ونقلها إلى القاعدة المزمع انشاؤها وإحاطتها بالسواتر الترابية والكونكريتية ونصب أبراج للمراقبة».
وبين أن «القاعدة تلك سبق للقوات الأمريكية استخدامها واتخاذها مقراً رئيسياً لها قبل خروجهم من العراق وتسليمها إلى الجيش العراقي».
ولفت إلى وجود تعزيزات لقوات خاصة من الجيش الأمريكي على تخوم مطار الموصل في الجانب الغربي من المدينة والذي يشهد معارك عنيفة بين القوات العراقية ومسلحي التنظيم. وأشار إلى «إمكانية تأسيس قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية فور تحرير الجانب الأيمن». وستراقب، هذه القوات سير العمليات العسكرية الدائرة هناك، وتعمل منع حدوث أي انتهاكات قد تحصل ضد الأهالي عند اقتحام المدينة من قبل بعض العناصر المنفلتة، وفق المصدر، الذي لفت إلى أن «تواجد القوات الأمريكية جنوب الموصل أكثر من باقي مناطق المدينة التي تشهد تحركات مستمرة لتلك القوات بعيداً عن الإعلام منذ سيطرتها على مطار القيارة العسكري منذ أشهر». ورجح أن تكون هذا القاعدة دائمة لمنع تكرار سقوط الموصل مرة أخرى، وحفاظاً على السلم الأهلي في المدينة بعد تحريرها.
وكشف أن القوات الأمريكية منعت دخول قطعات من «الحشد الشعبي» للمشاركة في عملية استعادة الساحل الأيمن من المدينة، وطلبت الاعتماد على القوات العراقية فقط.