ترقب لمضمون تقرير غوتيريس وموقف الولايات المتحدة منه
مدريد – «القدس العربي»: من المنتظر تقديم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تقريره حول نزاع الصحراء الى مجلس الأمن نهاية الأسبوع الجاري، ويتزامن مع رئاسة الولايات المتحدة للمجلس، وهناك ترقب حول مضمون التقرير وكذلك حول موقف إدارة دونالد ترامب من النزاع.
وتؤكد مصادر تابعة للأمم المتحدة انتهاء غوتيريس من تحرير التقرير الذي سيقدمه الى أعضاء مجلس الأمن للبت في نوعية القرار المقبل حول نزاع الصحراء ، وهو أول تقرير له، ولهذا هناك تقرب من طرف المراقبين لمعرفة الطريقة التي سيعالج بها النزاع.
ويسود الرأي باعتماده على ملاحظات المبعوث الشخصي كريستوفر روس الذي من المفترض أنه اعتزل المنصب مع بداية نيسان/ أبريل الجاري، ثم تقديم توصيات تنص على ضرورة التعجيل بآليات ثقة حقيقية لتفادي الأسوأ في هذا الملف خاصة بعد عزم جبهة البوليساريو العودة الى الحرب كإجراء للضغط على هذه المنظمة الدولية. ويعتبر التقرير العمود الفقري الذي يبني عليه مجلس الأمن نوعية القرار المقبل الخاص بالصحراء. إذ يتم تجديد القرار كل شهر نيسان/أبريل. وتقوم مجموعة «أصدقاء الصحراء الغربية» بمباحثات لبلورة القرار المقبل، وهي المجموعة المكونة من الولايات المتحدة وروسيا واسبانيا وفرنسا وبريطانيا.
ويتحكم هاجس في هذه المجموعة هو إبقاء النزاع في ظل السيطرة السياسية بعد أحداث معبر الكركرات الذي هدد بالحرب. وفي نقطة أخرى مرتبطة بهذا النزاع، تتوجه الأنظار الى معرفة الطريقة التي ستتعامل بها سفيرة الولايات المتحدة نيكي هيلي مع نزاع الصحراء. فمع بداية الشهر الجاري، تتولى واشنطن رئاسة مجلس الأمن، وكان موقف هذا البلد خلال السنوات الأخيرة في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما غير ودي تجاه المغرب، حيث أثار الكثير من الاحتجاج في الرباط الى مستوى توجيه اتهامات بالرغبة في الدفع نحو فصل الصحراء عن المغرب.
ولم تغير الولايات المتحدة من موقفها الداعي الى تقرير المصير، ولكنها في بعض المرات كانت تتفهم مطالب المغرب بالحكم الذاتي.
ويجهل هذه المرة، هل ستكتفي واشنطن بدعم قرارات الأمم المتحدة الكلاسيكية أي التنصيص على «حل عادل يضمن للشعب الصحراوي تقرير المصير»، أو ستتخذ قراراً من القرارين، الأول الميل نحو الحكم الذاتي بشكل واضح ولكن دون تبنيه، وثانياً احتمال تغليب حقوق الإنسان وقد تطالب بمراقبة المينورسو لهذه الحقوق في الصحراء. وجرى الحديث عن احتمال موقف غير ودي من طرف الإدارة الأمريكية الحالية ضد المغرب بسبب رهانه على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والمساهمة في تمويل حملتها، لكن هذا المعطى لن يكون له تأثير لأن نزاع الصحراء هامشي في أجندة البيت الأبيض، وتهتم به نسبياً فقط وزارة الخارجية الأمريكية. ووفق التقديرات التي حصلت عليها «القدس العربي» «قد يكون هناك اهتمام أمريكي نسبي بالجانب الحقوقي، أما عموماً، فسيكون هناك موقف عادي للغاية، أي دعم الموقف الكلاسيكي ثم دعم الإجراءات الرامية الى تحريك الملف سياسياً لكي لا يتطور الى مواجهة عسكرية بعد الكركرات».
Share on Facebook