تزايد التوتر بين الوحدات الكردية ونظام الأسد في الحسكة
حلب «القدس العربي»: تشهد محافظة الحسكة في شمال شرقي منذ الأربعاء الماضي، توتراً أمنياً كبيراً بين قوات نظام الأسد من جهة وقوات الآسايش ووحدات الحماية الكردية التابعة للإدارة الذاتية من جهة أخرى، وذلك على خلفية إعطاء الاتحاد الديمقراطي مهلة لقوات النظام لإخلاء بعض المقار الحكومية والنقاط العسكرية في حي المساكن وشارع القضاة في المحافظة.
وأكد الناشط الإعلامي باسل الحسين ل «القدس العربي»، أن التوتر لا يزال قائماً بين قوات الآسايش ووحدات الحماية الكردية ونظام الأسد في مدينتي الحسكة والقامشلي، حيث تواصل الوحدات الكردية نشر قواتها بكثافة حول المربع الأمني في الحسكة، لكن دون حدوث اشتباكات حتى الآن.
وأضاف، أن الاتحاد الديمقراطي أعطى قوات النظام مهلة لساعات من أجل إخلاء بعض المقار الحكومية والنقاط العسكرية في حي المساكن وشارع القضاة بالمدينة، بالإضافة إلى صرف جميع الشبيحة المتواجدين في حي المساكن وتسليمها ما تبقى من هذه الشوارع في أسرع وقت ممكن باستثناء «أمن الدولة – مبنى الحزب – الشرطة العسكرية»، إلا أن نظام الأسد لم يستجب للمطالب حتى اللحظة.
وأوضح الحسين أن أحياء المدينة الشمالية والشرقية والجنوبية والمركز «السوق» تشهد هدوءاً نسبياً، باستثناء منطقة «البريد والكنيسة وشارع القضاة، بينما استقدمت وحدات الحماية الكردية مجموعة جديدة من مقاتليها الذين تمركزوا على أسطح المباني العالية، وسط انقطاع تام للتيار الكهربائي.
ويرى الناشط السياسي عمار مطرود، أن سبب التوتر الحاصل بين وحدات الحماية الكردية ونظام الأسد لا يتعدى النزاع بينهما من أجل السيطرة على حي القضاة الذي يخضع لسيطرة قوات النظام، وتتشارك مع «ب ي د» في السيطرة على مدينة الحسكة.
وأضاف ل»القدس العربي»، أن الاتحاد الديمقراطي الكردي يتخوف حالياً من تفاهم يجري تحت الطاولة في منطقة الجزيرة السورية بين نظام الأسد والحشد الشعبي العراقي الذي وصل إلى الحدود الإدارية للمحافظة، إضافة إلى قرار نظام الأسد تشكيل الحشد الشعبي السوري في مدينة القامشلي.
ويعتقد مطرود أن الأمور في الحسكة لن تكون مرشحة لمزيد من التأزيم، بل هي رسالة من الاتحاد الديمقراطي الكردي لنظام الأسد لكي لا يذهب بعيداً في تنسيقه مع الحشد الشعبي العراقي وتشكيل ميليشيات جديدة من العشائر العربية في المحافظة دون التنسيق معه وهذا ما يقلق الوحدات الكردية في الوقت الراهن.
أما الصحافي الكردي السوري آلان حسن فيقول ل «القدس العربي»: إن التوتر الحاصل في الحسكة مردّه هو الشقاق المتزايد بين الطرفين حول مقاربة تقاسم السيطرة في بعض مناطق شرق سوريا، وكذلك التدخل العسكري الخارجي، خصوصًا الأمريكي، في الحرب السورية.
وأضاف أن وحدات حماية الشعب، الفصيل الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية، هي الحليف الأول للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ومؤخرًا بدأت «القوات» حملة السيطرة على مدينة الرقة، عاصمة تنظيم الدولة، حيث قصف الطيران السوري أحد مواقعه، الأمر الذي زاد حدة الخلاف بينهما، مما أدى إلى توتير الأجواء الأمنية في مناطق السيطرة المشتركة، ومنها مدينة الحسكة.
ويرى حسن أننا في الأيام المقبلة سنشهد توترات أخرى متزامنة مع الخلافات العسكرية بين «الوحدات» وجيش النظام كلما تقدمت قوات سوريا الديمقراطية في معاركها ضد تنظيم الدولة، والخاسر الأكبر بالطبع مدنيو المحافظة الذين يدفعون فواتير خلافات الأطراف السياسية والعسكرية.
الجدير بالذكر أن نظام الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يتشاركان في السيطرة على محافظة الحسكة، حيث شهدت المحافظة في آب/أغسطس الماضي اشتباكات بينهما تطورت لأول مرة إلى استخدام نظام الأسد بشكل مباشر الطيران الحربي لقصف مقرات كردية في الحسكة، حيث تفرض قوات الأسد سيطرتها على المربع الأمني داخل الحسكة وعلى فوج كوكب العسكري، فيما تسيطر الوحدات الكردية على باقي المناطق في المحافظة.
Share on FacebookClick to share on TwitterClick to share on Google+