تغير في الموقف السعودي تجاه «قسد» وانعكاس سلبي على المعارضة السورية
حلب – «القدس العربي» : أثارت زيارة وزير الدولة السعودية لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان برفقة مبعوث الرئيس الأمريكي بريت ماكغورك إلى ريف الرقة، شمالي سوريا، المتابعين للشأن السوري الذين تساءلوا عن سر هذه الزيارة ودلالاتها.
ونشر ناشطون صورا قالوا أنها لزيارة مبعوث الرئيس الأمريكي بريت ماكغورك ووزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، إلى محطة شرب بلدة الزاهرة شمالي الرقة برفقة قيادات عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها.
ويرى عضو الائتلاف الوطني السوري السابق، المحامي حسين البسيس: «أن زيارة الوزير السعودي برفقة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الرقة، جاءت بهدف توجيه رسالة واضحة حول تحول الموقف السعودي تجاه ما يحدث في سوريا من حيث تثبيت مناطق النفوذ، وكذلك رسالة لتركيا بتغير العلاقة السعودية – التركية.
وأضاف في لقائه مع «القدس العربي»، إن لدى السوريين حالة تناقض في فهم الموقف السعودي تجاه وجود الهيئة العليا للتفاض التي ترى في «قسد» مشروع غير وطني كما قال.
ورداً على سؤال «القدس العربي» بخصوص ما يشاع حول أن الزيارة تأتي في سياق إعادة إعمار الرقة، استبعد البسيس ذلك وأضاف، إن إعادة الإعمار مستوى مختلف تمام ولا يأتي بسياق ما يحدث الآن واللقاء مع «قسد»، حيث أن إعادة الإعمار يكون ضمن سياق الحل النهائي لاسيما وأن السعودية على الاغلب ستكون من الدول المانحة وبالتالي التعامل مع مخرجات الحل النهائي في سوريا.
وأكد أن تغير الموقف السعودي من «قسد» سينعكس بشكل مباشر على المعارضة السورية من خلال مؤتمر الرياض-2 وبالتالي تقديم مزيد من التنازلات التي يمكن ان تؤثر على مبادئ الثورة السورية وحشر الهيئة العليا في مفارقة التقارب مع مشروع «قسد» في ظل التشنج في العلاقات التركية السعودية.
و يعتقد الكاتب السوري المعارض سامر الخليوي ل«القدس العربي»: أن الهدف الظاهر للزيارة بأن السعودية لها دور ضمن التحالف الدولي لمحاربة للارهاب، وأن السعودية شريك مهم مع امريكا، لكن قد يكون هناك هدف آخر غير معلن يخص تركيا وفق توقعه. وهو يرجح أن أهم الأسباب التي دفعت السعودية إلى تغيير موقفها من «قسد» التبعية لامريكا، حيث كل ما تقرره واشنطن تنفذه السعودية دون تحفظ او اعتراض من أجل نيل رضا امريكا على حد وصفه.
وحول انعكاسات الموقف السعودي على المعارضة السورية أكد الخليوي على أنها سيئة للغاية، حيث أن السعودية تتبنى الموقف الروسي وتحاول تسويقه على المعارضة المتمثلة بالهيئة العليا للمفاوضات التي لا تزال تعقد اجتماعاتها في الرياض.
وأضاف، يراد من الهيئة العليا للمفاوضات التخلي عن ثوابت الثورة والقبول بالأسد، وتغيير أعضاء الهيئة المحسوبين على الصقور واولهم رياض حجاب الذي يرفض اي تنازل واستبداله بشخصية ممن تتفق معهم روسيا والسعودية مثل أحمد الجربا وخالد المحاميد ونصر الحريري وفق كلامه.
في المقابل يقول الباحث السياسي الكردي زيد سفوك ل«القدس العربي»، إن زيارة أي منطقة يتم تحريرها من تنظيم داعش طبيعية، خاصة بعد القمة الاسلامية الامريكية التي جرت في الرياض في 20 أيار/مايو الماضي، حيث أن هذا التعاون اصبح وثيقاً بين واشنطن والرياض، بمعنى أن أحدهم القوة الضاربة والآخر القوة المالية على حد تعبيره.
وهو يعتقد أن زيارة الوزير السعودي برفقة مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الرقة تحديداً نتيجة خصوصيتها الجغرافية الممتدة مع الحدود العراقية التي أصبحت ملك نظام الملالي في طهران. ورأى سفوك أن السعودية ستقوم بضمان إعادة اعمار مدينة الرقة والمشاركة بالتنسيق بين المعارضة الموالية لها وبين القوات الكردية المنضوية تحت مجلس سوريا الديمقراطية لادارتها معاً، حيث أن الدول التي تتحكم بالمعارضة سواء الرياض او انقرة اتخذت مواقع جغرافية لكل منهما، لذلك وفق هذه المعطيات ربما سنشهد في القريب بناء قاعدة عسكرية أمريكية على نفقة المملكة العربية السعودية.