راخوي يصف تعاون المغرب مع اسبانيا في مجال مكافحة الهجرة ب«الممتاز»
الرباط – «القدس العربي» وصف رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، تعاون المغرب مع إسبانيا في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية ب»الممتاز» في وقت تكثفت محاولات مهاجرين سريين من دول افريقيا جنوب الصحراء، عبور الأسوار المحيطة بمدينة سبتة/ شمال المغرب، التي تحتلها اسبانيا، واتهمت اوساط اسبانية تكثيف موجهات المهاجرين السريين نحو اسبانيا بأنها ضغط مغربي على الاتحاد الاوروبي، لالغاء قرار باستثناء الاتحاد للمناطق الصحراوية من اتفاقية الصيد البحري والفلاحة مع المغرب.
وقال راخوي، يوم أول من أمس الاثنين بمالقة (جنوب اسبانيا)، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في اختتام أشغال القمة الفرنسية – الإسبانية ال25، إن التعاون بين المغرب وإسبانيا في هذا المجال «ممتاز وأود هنا أن أشكر المملكة المغربية علنا»، بما أن الأمر مفيد للمواطنين المغاربة والإسبان والأوروبيين.
واضاف رئيس الحكومة الإسبانية، حول محاولات الاقتحام المكثفة الأخيرة لثغر سبتة من قبل مهاجرين غير شرعيين من إفريقيا جنوب الصحراء، أن «مسؤولي الأمن قاموا بكل ما هو ممكن، لكن بعض المعارك ليست سهلة».
واقتحم خلال الأيام الماضية مئات من المهاجرين السريين الافارقة من دول جنوب الصحراء المرابطين في شمال المغرب بالقرب من مدينة سبتة، الاسوار الفاصلة للثغر عن بقية الاراضي المغربية. وقالت وزارة الداخلية الإسبانية أنها ستستعين بطائرات بدون طيار وبالونات هوائية مزودة بكاميرات حرارية ذكية جدا، لكي لا تبقى رهينة فقط بالتعاون والتنسيق الأمني مع المغرب على طول حدود سبتة التي تمتد على مسافة 6.3 كيلو متر، ولكي تكون لديها المعلومات الكافية عن تحركات المهاجرين في الجانب المغربي قبل مهاجمة السياج.
وقالت تقارير مغربية ان الجنرال دو ديفيزيون عبد الفتاح الوراق المفتش العام للقوات المسلحة المغربية وصل الى شمال المغرب في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها من قبل وربطت التقارير الزيارة بتوالي اقتحام المهاجرين الافارقة للسياج الحدودي الفاصل بين منطقة بليونش ومدينة سبتة. وأكدت المصادر ذاتها أن الجنرال الوراق سيجتمع بمسؤولين عسكريين بمدينة تطوان لتدارس حيثيات تواصل اقتحام السياج الحديدي من لدن المهاجرين السريين الافارقة المنتشرين بغابات جبل موسى وقريبا من الفنيدق ومنطقة بليوينش، وهي الاقتحامات التي توالت خلال الايام الاخيرة وكان آخرها ما جرى في الساعات الاولى من صبيحة يوم أول من أمس الاثنين.
وشهدت الحدود البرية بين مدينة سبتة وبقية الأراضي المغربية موجات من الهجرة السرية الإفريقية وتمكن مرة أخرى، فجر الاثنين، 356 مهاجراً من إفريقيا جنوب الصحراء، من ولوج المدينة من أصل 700 مهاجر هاجموا السياج الحدودي مما اسفر عن عشرات الإصابات في صفوف المهاجرين، و15 مصاباً بين عناصر الأمن الإسبانية، وتطلب الأمر نقلهم إلى المستشفى من دون ان تقدم السلطات المغربية أي توضيح حول عملية الاقتحام التي جاءت، مباشرة، بعد 72 ساعة من تمكن 500 مهاجر إفريقي، يوم الجمعة الماضي، من دخول المدينة.
ودقت السلطات الإسبانية في مدينة سبتة ناقوس الخطر بسبب وجود 1400 مهاجر في المدينة، وقدرة مركز إيواء المهاجرين لا تتجاوز 512 مهاجراً تقريباً، ما جعل الإسبان يشيدون خياماً عسكرية مزودة مطابخ لإيوائهم، في انتظار ترحيلهم إلى مراكز إيواء أخرى في اسبانيا.
وقالت صحيفة «لاراثون» المقربة من المخابرات الاسبانية، ان عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى سبتة في أقل من ثلاثة أيام يتجاوز 900 مهاجر، وأن أكثر من 1500 مهاجر شاركوا في الهجومين، من دون إغفال عدد الجرحى والمصابين بين المهاجرين والأمنيين. وأشارت مصادر إسبانية أخرى، إلى أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى سبتة في ثلاثة أيام يقارب عدد كل المهاجرين الذين وصلوا إلى سبتة ومليلية في 2016، والذين قدروا ب1000 مهاجر، حسب وكالة مراقبة الحدود الأوروبية.
ونقل موقع 24 المغربي عن الباحث المختص في العلاقات المغربية – الإسبانية، بيرنابي لوبيث غارسيا ان «هناك العديد من التأويلات بخصوص هذه الاقتحامات الاستثنائية، بدءاً بمن يربطها بتهديدات وزارة الفلاحة المغربية والوزير اخنوش برفع اليد عن الهجرة بسبب تصريحات مسؤول أوروبي يفصل الصحراء عن المغرب، انتهاء بربطها بالضغط على إسبانيا للتحرك للعب دور الوسيط مع الاتحاد الأوروبي، لأنها المهدد الأول».
وقال عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي: «إن المغرب لن يستمر في لعب دور الدركي الحامي للحدود الأوروبية، إذ لم يحترم الاتحاد السيادة المغربية والاتفاقات الموقعة بين البلدين».
وأضاف: «كيف تريدون أنتم الأوروبيين أن نقوم بصد الهجرة السرية الإفريقية، وحتى المغربية، إذا كانت أوروبا لا تريد الاشتغال معنا الآن، ولماذا سنستمر في لعب دور الدركي وخلق فرص عمل للأفارقة المقيمين في المغرب؟». وأكد ان «مشكل الهجرة مكلف بالنسبة للمغرب، وأوروبا يتوجب عليها تقييم ذلك كما يجب».
وحذرت مصادر إسبانية من أن إسبانيا ستكون الحلقة الأضعف في حال تطور الخلاف إلى أزمة دبلوماسية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وكشفت المصادر عن وجود تحركات إسبانية لتقريب وجهات النظر بين المغرب والإتحاد بخصوص التطور الأخير الذي طفا على السطح في العلاقات بين الطرفين بعد الخرجات غير المحسوبة من طرف الإتحاد الأوروبي.