راشد الغنّوشي: النموذج التونسي قابل للتطبيق في ليبيا
تونس – «القدس العربي» : قال رئيس حركة «النهضة» الشيخ راشد الغنّوشي إن نموذج التوافق التونسي قابل للتطبيق في ليبيا، مشيرا إلى أن «إطفاء الحريق الليبي» سيساهم في حل مشكلة البطالة وتحسين الوضع الاقتصادي في تونس.
وأكد في حوار مع موقع «ميدل إيست آي» البريطاني أن تونس تعتبر اليوم نموذجا يمكن نقله إلى ليبيا «هو نموذج مصالحة بين الإسلاميين والعلمانيين وفي الوقت نفسه بين قوى الثورة وأنصار النظام السابق. ونحن في تواصل مع كل الأحزاب الليبية بما في ذلك أنصار القذافي وقوى الثورة والإسلاميين، وتعرفنا على كثير منهم في المنافي في لندن وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية ونحن على تواصل مع الأمم المتحدة أيضا، وقد التقيت بالمبعوث الأممي مارتن كوبلر قبل شهر واقترحت عليه تعبئة دول الجوار الليبي للبحث عن حل للأزمة ويبدو أنه اقتنع بهذا التوجه بما أنه اقترح ذلك (لاحقا)».
وأضاف «هذه «المبادرة العربية»، كما نسميها، يقودها الباجي قائد السبسي وعبد العزيز بوتفليقة وعبد الفتاح السيسي، ونحن ندفع ونساعد على إنجاح هذه المبادرة باستعمال علاقاتنا مع الأحزاب الليبية، ويوم الأربعاء الماضي كان هناك لقاء مهم في مكتبي بين شخصيتين مهمتين أحمد أويحيى مدير ديوان الرئيس بوتفليقة والشيخ علي الصلابي وهو شخصية مرموقة وفاعلة في المشهد الليبي وأقنعناه بالمبادرة العربية، والشيخ الصلابي الذي لم يكن مقتنعا في البداية، قبل دور الوساطة في النهاية لتقريب وجهات النظر الليبية بشأنها». وفيما يتعلق بقبول اللواء خليفة حفتر بالمبادرة، قال الغنوشي «الشيخ الصلابي له علاقات جيدة جدا بخليفة حفتر، أنا نفسي مستعدّ للقائه وهناك اتصالات بيننا».
ومن جهة أخرى، نفى الغنوشي قيامه ب«دبلوماسية موازية للدولة التونسية» فيما يتعلق بالملف الليبي، مؤكدا أنها «دبلوماسية شعبية في خدمة الدبلوماسية الرسمية، وسأتوقّف عنها إذا أعلمني الرئيس (الباجي قائد السبسي) أنها تسبب مشاكل، فأنا على تنسيق وتواصل متواصل معه ولا يمكن أن نكون إلاّ عنصر نجاح لسياساته».
واعتبر أن الأزمة الليبية هي أزمة لتونس «فالصعوبات الأمنية مرتبطة بالإشكاليات التنموية، فقبل الثورة، أكثر من نصف مليون تونسي كانوا يشتغلون في ليبيا، وإذا تمكن هؤلاء من العودة ستنتهي مشكلة البطالة في البلاد. إضافة إلى ذلك فإن العمليات الإرهابية التي حدثت في تونس تم التخطيط لها إنطلاقا من ليبيا وهذا أضر بالقطاع السياحي كثيرا، وفي النهاية، حدودنا مع ليبيا كبيرة ومفتوحة ولا يمكن أن نبني فيها جدارا».
وفيما يتعلق بالجدار الحدودي العازل الذي أعلنت عنه السلطات التونسية عام 2015، قال الغنوشي «إغلاق الحدود سيخلق إشكاليات في تونس، ففي كل مرة تعطلت فيها حركة المرور بين البلدين توترت الأوضاع في بن قردان أو في تطاوين (المتاخمة للحدود مع ليبيا)، والإنعكاسات تصل إلى حدود ولاية صفاقس، فالنصف الجنوبي للبلاد التونسية مرتبط بشكل كبير بليبيا والحل الوحيد هو تهدئة الأوضاع في ليبيا، لابد من إطفاء الحريق هناك».
Share on Facebook