سياسيون تونسيون: ترميم المدارس والمستشفيات أهم من إعادة تماثيل بورقيبة
تونس – «القدس العربي»: استنكر سياسيون تونسيون تدشين السلطات لتمثال جديد للرئيس السابق الحبيب بورقيبة، معتبرين أنه كان من الأولى استمثار الأموال التي تم إنفاقها عليه في ترميم المدارس والمستشفيات.
وكانت السلطات التونسية دشّنت مؤخرا تمثالا جديدًا لبورقيبة في إحدى ساحات مدينة صفاقس (جنوب شرق)، حيث اعتبر والي صفاق عادل الخبثاني أن هذا الأمر يمثل «انتصارا» للتأريخ، فيما تظاهر العشرات مطالبين بإزالة التمثال وإقالة عدد من المسؤولين الذي أسهموا في تشييده.
وكتب سعيد العائدي رئيس حزب «بني وطني»: «كان من الأجدر تكريم الزعيم الحبيب بورقيبة في صفاقس بتأهيل المستشفى الذي يحمل اسمه ومقاومة ما يسوده من فساد وفوضى وهو الذي طالما عمل على تمكين المواطن من الحقّ في الصحّة وفي التعليم. كان من الأجدر تكريم الزعيم بغلق السياب (مصنع مثير للجدل) الذي يخنق أهالي صفاقس. حينها سيحمل تمثال أب هذا الوطن على الأعناق من أبناء صفاقس».
وأضاف الشيخ بشير بن حسن «من لايزال متشبثا بالفكر البورقيبي ويعتبره حداثيا وتنويريا ويعمل على نصب تمثاله في بلادنا أقول له: هلّا أصلحت المستشفيات والمدارس والمعاهد بتلك الأموال وسمها باسم بورقيبة مثلًا لعلها تنفعه في الآخرة!».
وعلّق رياض الشعيبي رئيس حزب «البناء الوطني» بقوله «يريدون تركيع مدينة صفاقس لأنهم لم ينسوا لها 12 جانفي 2011. تظاهرة صفاقس أعطت بعدا آخر لمسار ثورة الحرية والكرامة. لم يكن بورقيبة يحب صفاقس ولا أهل صفاقس، وعندما كان يسأل عن صفاقس يقول: لا أحد فيها غير الهادي شاكر. فلمَ الاصرار على وضع «صنبة» بورقيبة في صفاقس غير إهانة المدينة وأهلها وضرب كل نفس مقاوم داخلها؟ ستبقى صفاقس واحدة من قلاع الثورة التونسية مثلما كانت دائما رمزا من رموز النضال الاجتماعي والسياسي برغم محاولاتهم البائسة».
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي دشّن في 2016 إعادة تمثال بورقيبة إلى وسط العاصمة التونسية بعد نحو ثلاثة عقود من قرار إزالته من قبل الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وهو ما رفضه بعضهم منتقدين التكلفة الباهظة لترميم التمثال التي بلغت نحو 250 ألف دولار.