شخصيات من الموصل يرفضون ضم مناطقهم لإقليم كردستان
الموصل «القدس العربي»: عبر نواب وشخصيات من الموصل، عن رفضهم البيان الصادر عن اجتماع رئيس الإقليم مسعود بارزاني في أربيل مع بعض شخصيات العشائرية العربية، التي طلبت ضم مناطق غرب الموصل إلى الإقليم، والمشاركة في الاستفتاء على استقلال كردستان العراق.
وقال النائب عن محافظة نينوى، محمد نوري العبد ربه، ل«القدس العربي» إن «العشائر العربية في الموصل ترفض ربط مناطق غرب الموصل بإقليم كردستان».
وشدد على أن «العشائر العربية تتمسك بارتباطها بحكومة العراق وتعتز بدور الجيش العراقي الذي تعول عليه لتحرير المناطق الخاضعة لتنظيم الدولة».
ونوه إلى أن «الشخصيات التي حضرت الاجتماع لا تمثل العشائر العربية في نينوى بل يمثلون أنفسهم، وبعض اتباعهم».
وحسب المصدر، «النازحون من منطقة زمار غرب الموصل الموجودون في مخيم النازحين في بغداد يرفضون ضم مناطقهم إلى إقليم كردستان او المشاركة في الاستفتاء حول تقرير مصير الإقليم المقرر إجراءه في 25 أيلول/ سبتمبر المقبل.
إبراهيم خليل، وهو نازح من زمار، أكد ل«القدس العربي»، أن منطقتهم ومنذ القديم تسكنها العشائر العربية وتتبع لمحافظة الموصل اداريا، حتى ظهور تنظيم «الدولة» في عام 2014 وسيطرته على المنطقة، حيث اضطر أغلب سكانها إلى النزوح نحو محافظات الوسط والجنوب أو في مخيم الهول في سوريا».
وشدد على رفض سكان غرب الموصل، ومنها زمار وربيعة ،الانضمام إلى الإقليم، لكون منطقتهم عربية.
وأشار خليل إلى «منع قوات البيشمركه للمواطنين العرب في زمار، من الدخول إلى كردستان رغم المخاطر والتهديدات من التنظيم، ما اضطرهم إلى الذهاب إلى سوريا ومنها إلى مناطق وسط العراق، كما أن سلطات الإقليم تمنعهم الآن من العودة إلى مناطقهم وقراهم رغم تحريرها منذ فترة طويلة».
وكان بارزاني شارك، أول أمس الأربعاء، في اجتماع لعدد من شيوخ ووجهاء محافظة نينوى، قال خلاله إن «الأسباب التي أدت لظهور الدولة في العراق لم تتم معالجتها بعد».
وأضاف أن «ما بعد الدولة في الموصل يقلقنا جميعا».
وأعتبرأن «المنطقة تمر بمرحلة حساسة ومقلقة بشأن المستقبل والأحداث اللاحقة، مبيناً أن «طرد الدولة من الموصل لا يعني نهاية التنظيم».
وخلال اللقاء، طالبت بعض الشخصيات من عشائر نينوى، بشمول المناطق المتنازع عليها بعملية إجراء الاستفتاء المقرر إجراؤه في 25 ايلول/ سبتمبر، لضمها إلى الإقليم. وذكر الشيخ مزاحم الحويت، المتحدث باسم العشائر، في بيان، أن « بارزاني التقى بمجموعة من شيوخ العشائر العربية التي تسكن بعض المناطق المتنازع عليها في محافظة نينوى».
وأضاف: «بعض شيوخ العشائر ابدوا رغبتهم بضم مناطقهم إلى إقليم كردستان وشمولها باجراء استفتاء تقرير المصير الذي سينظم فيه».
ودعا إلى «ترشيح شخصيات من القومية العربية لعضوية برلمان كردستان خلال المرحلة المقبلة».
وسبق للحويت، ان أعلن عن تشكيل أول لواء عسكري من عرب المحافظة تابع لوزارة (البيشمركه)، لحماية مناطق غرب الموصل، باسم لواء (غرب دجلة).
إذ أكد آنذاك، أن الشيخ مزاحم الحويد أن «2000 مقاتل من ابناء العشائر العربية في زمار وربيعة والعياضية وقسم من قضاء سنجار، يتلقون حاليا تدريبات في معسكر (خنس) في قضاء شيخان «.
وبين أن «مقاتلي العشائر العربية سيقومون بحماية مناطقهم إلى جانب الانضمام إلى قوات البيشمركه في خطوط التماس الممتدة من اسكي الموصل إلى حدود سنجار».
وذكر الحويت، أن «لواء (غرب دجلة) يتشكل من أبناء العشائر العربية ضمن وزارة البيشمركه ويتلقى رواتب عناصره منها، مبينا ان تشكيل القوة العربية تم بأمر مباشر من رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني».
وكانت حكومة إقليم كردستان، أكدت أن «البيشمركه» ستواصل تقدمها ولن تنسحب من المناطق التي استعادت السيطرة عليها من الموصل.
ويرى مراقبون، أن تمسك الإقليم بضم المناطق التي حررها من تنظيم «الدولة» وقيام «البيشمركه» بتشكيل قوات من سكان المناطق المتنازع عليها، ستكون له عواقب غير محمودة بعد الانتهاء من مرحلة تنظيم «الدولة»، نظرا لوجود قوات نظامية حكومية و»الحشد الشعبي» حول تلك المناطق، ومع غياب أي اتفاق سياسي بين القيادات العربية والكردية حول مصير هذه المناطق. كل ذلك، من المتوقع أن يؤدي إلى تصعيد أمني وصراعات مسلحة.