«شيوعية» الجزائر تتسبب بعاصفة من الانتقادات لوزير تونسي
تونس – «القدس العربي»: أثارت تصريحات منسوبة لوزير تونسي اعتبر فيها الجزائر «بلداً شيوعياً» جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب البعض بإقالته فيما اتهمته وسائل إعلام جزائرية بتلميع صورة بلاده على حساب الجزائر.
ونقلت صحيفة «Algérie Patriotique « الناطقة بالفرنسية تصريحات منسوبة لوزير الشؤون المحلية والبيئة التونسي رياض المؤخر خلال ندوة بعنوان «تونس أمل المتوسط» نظمتها جمعية «CRAXI» الإيطالية، قال فيها: «عندما يسألونني عن موقع تونس، أفضّل الإجابة بأنها تقع جنوب إيطاليا، على أن أقول إنها تقع بجوار الجزائر الدولة الشيوعية، وليبيا الدولة المثيرة للخوف».
واتهمت الصحيفة الجزائرية المؤخر بمحاولة «تلميع» صورة تونس عبر إقناع الإيطاليين بانها واحة سلام من خلال الإساءة الى الجزائر.
وتسببت تصريحات المؤخر بموجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب رئيس الهيئة السياسية لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية سمير بن عمر «عندما تطاول وزير الشؤون الدينية لحكومة الحبيب الصيد على دولة عربية شقيقة وقعت اقالته فوراً! التأخر في اقالة الوزير المؤخر بعد اساءته لأكثر الدول أهمية بالنسبة للدبلوماسية التونسية يوجه رسالة سيئة لجارتينا الشقيقتين».
وكتب الباحث سامي براهم « تونس تحت إيطاليا!، من يعرف الخريطة يعلم أنّ إيطاليا في شكل حذاء ، ومن يعرف التّاريخ القديم يعلم أنّ صقليّة كانت جزءاً من تونس، وأنّ إفريقيّة (تونس سابقا) كانت تمتدّ إلى الجزائر وليبيا (…) ومن يفهم في السياسة قليلا يعلم أنّ تصريحاً بمثل هذا الغباء الجيوستراتيجي يشوّش على حزب سياسي و يدمّر مسار رجل سياسة».
وأضاف الباحث نور الدين العلوي: «ليس خوفا من الجزائر.. بل محبة في تونس واهلها.. اخرسوا هذا الشخص. يكفينا ما لدينا من مشاكل»، مشيراً إلى أن تصريحات غير مسؤولية من هذا النوع تسيء لرئيس الحكومة شخصيا.
ورد رياض المؤخر بالتأكيد أن تصريحاته «أُخرجت من سياقها»، وأوضح في تصريحات صحافية أن وزير الخارجية الايطالي قال مداعبا (خلال اللقاء) بأنه يسكن في جنوب إيطاليا وبإمكانه رؤية تونس من منزله فأجابه المؤخر أنه حين كان طالبا في الولايات المتحدة، كان يضطر للقول بأن تونس تقع تحت إيطاليا لأن الأمريكيين يعتقدون أن الجزائر بلد شيوعي ولا يعرفون ليبيا إلا عبر القذافي، مؤكدا أنه من غير المعقول أن يدلي أي مسؤول تونسي بتصريحاته عدوانية تجاه الجزائر.
وكانت الصحافة الجزائرية شنت هجوما في وقت سابق على وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني اتهم فيها الجزائر بتصدير الإرهاب إلى بلاده، قبل أن تصدر وزارة الدفاع التونسية «توضيحا» تؤكد فيه تصريحات الحرشاني «لم تتضمن أي إشارة لا من قريب ولا من بعيد إلى أن الجزائر تصدر الإرهاب إلى تونس».