طهران تجدد انتقادها الاستفتاء وتتعهد بتسوية العقبات بين بغداد وأربيل
بغداد «القدس العربي»: كشفت مصادر مطلعة على تفاصيل اللقاء الذي جرى، أول أمس السبت، بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ورئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني والوفد المرافق له في بغداد، عن أبرز النتائج التي خلص إليها اجتماع الجانبين.
وأجرى رئيس حكومة الإقليم ونائبه قوباد طالباني، إضافة إلى رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين، زيارة مفاجئة إلى بغداد التقى خلالها العبادي، قبل أن يتوجه إلى إيران.
وعلمت «القدس العربي»، إن الحكومة الاتحادية ألزمت وفد إقليم كردستان ب10 نقاط، أبرزها، الالتزام بوحدة وسيادة العراق على كامل أراضيه، وأن الإقليم جزء من العراق، إضافة إلى اعادة وتفعيل جميع السلطات الاتحادية في الإقليم، بضمنها المنافذ الحدودية والمطارات.
وطبقا للمصادر، فإن من بين النقاط العشرة أيضاً، «استمرار عمل اللجان المختصة بفتح المطارات تحت السلطة الاتحادية، واستكمال جميع الاجراءات الخاصة بعودة كامل السلطات والقوات الاتحادية لها»، فضلاً عن أن «تكون الحدود الدولية تحت السيطرة الاتحادية باعتبارها من الصلاحيات الحصرية لها».
واشترطت الحكومة الاتحادية على الإقليم «الالتزام بحدود الإقليم في العام 2003 التي نص عليها الدستور وعدم التجاوز عليها»، وكذلك «تسليم النفط المستخرج من الحقول داخل الإقليم إلى السلطات الاتحادية، وأن يكون تصدير النفط حصريا من قبل الحكومة الاتحادية من خلال شركة النفط الوطنية (سومو)».
وشددت الحكومة الاتحادية على «استكمال عمل اللجان المعنية برواتب موظفي الإقليم لضمان وصولها للموظفين الفعليين»، إضافة إلى «خضوع حسابات رواتب موظفي الإقليم لديوان الرقابة المالية الاتحادي في بغداد».
في المقابل، نقل بيان للمكتب الإعلامي للعبادي قوله إن الأخير أكد خلال الاجتماع على «وحدة وسيادة العراق، وان مواطني الإقليم جزء من الشعب العراقي واهمية اعادة وتفعيل جميع السلطات الاتحادية في الإقليم بضمنها المنافذ الحدودية والمطارات».
وأشار، طبقاً للبيان، إلى «استمرار عمل اللجان المختصة بفتح المطارات بعد استكمال كل الاجراءات بعودة كامل السلطات الاتحادية لها»، مبينا ان «الحدود الدولية يجب أن تكون تحت السيطرة الاتحادية باعتبارها من الصلاحيات الحصرية للسلطة الاتحادية».
وجدد موقف الحكومة ب»ضرورة الالتزام بحدود الإقليم التي نص عليها الدستور»، مبينا أهمية أن «يسلم النفط المستخرج إلى السلطات الاتحادية، ويكون تصدير النفط حصريا من قبل الحكومة الاتحادية من خلال شركة سومو».
كما شدد على أهمية «استكمال عمل اللجان التي تراجع رواتب موظفي الإقليم والاسراع في إطلاقها، وضمان وصولها للموظفين المستحقين، وأن تخضع لرقابة ديوان الرقابة المالية الاتحادي».
وفور انتهاء اجتماع وفد الإقليم مع رئيس الوزراء العراقي، توجه الوفد إلى العاصمة الإيرانية طهران في زيارة تستغرق يومين، تلبية لدعوة رسمية.
ووصل بارزاني والوفد المرافق له، أمس الأحد، إلى طهران، والتقى فور وصوله الرئيس الإيراني حسن روحاني، وأمين المجلس الاعلى للامن القومي علي شمخاني، حيث بحث الجانبان ضرورة جلوس بغداد وأربيل على طاولة المفاوضات لحل المشكلات بينهما.
وذكرت وسائل إعلام كردية أن «رئيس حكومة إقليم كردستان،، اجتمع مع روحاني، في العاصمة الإيرانية طهران»، خلال الزيارة الحالية للوفد الكردي إلى إيران.
وذكرت وكالات أنباء إيرانية، أن شمخاني، وخلال استقباله وفد كردستان، أكد أن إيران وبالنظر إلى سياسة أربيل الجديدة، وتركيزها على الحوار والتعاون مع بغداد فإنها ستبذل جميع امكانياتها لدعم تسوية العقبات القائمة بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان.
واعتبر شمخاني خلال اللقاء، الانتصار على تننظم «الدولة الإسلامية» واستعادة كامل العراق وتخليص الشعب العراقي من أكبر تهديد إرهابي في المنطقة يبشر بمستقبل افضل لعراق موحد والتغلب على الفتن الخارجية لايجاد شرخ في هذا البلد.
وأشار إلى العلاقات التاريخية بين الشعبين الإيراني والعراقي لاسيما في المحافظات الكردية، قائلا، رغم إثارة الفتن من قبل أعداء الشعبين فأن مجالات التعاون الثنائي والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين آخذة في النمو.
وتابع: «التعاون الوثيق لإيران مع الحكومة العراقية وتحملها نفقات مادية وانسانية كبيرة من أجل إرساء الاستقرار والأمن والتقدم في العراق كان امتحانا تاريخيا لا يمكن نسيانه لإثبات الصداقة والأخوة والايمان بحسن الجوار مع العراق»، معتبرا الأمن خطا أحمر بالنسبة لإيران قائلا، إن «استغلال بعض المجموعات المعادية للثورة في المنطقة الكردية واغتيال جنودنا ومواطنينا ومن ثم العودة إلى إقليم كردستان وتتبنى مسؤولية تلك الاعمال بكل وقاحة أمر لايمكن تحمله».
وبين أن «الاستراتيجية الخاطئة في اجراء استفتاء الإقليم والتي سببت تداعيات اقتصادية وامنية وسياسية كبيرة على سكان إقليم كردستان العراق»، مبيناً أن «البعض كان يعتقد أن أمن الكرد منفصل عن باقي مواطني العراق والمنطقة ووجود امكانية ادارة تهديد داعش والإرهاب عبر التفاوض والتعامل».
ولفت المسؤول الإيراني إلى «رغبة بعض الدول الإقليمية والدولية في اضعاف العراق والدول الكبيرة في غرب آسيا»، مشددا على أهمة «الحذر والاخذ بالاعتبار المصالح الوطنية ومصالح العالم الإسلامي، وعدم السماح بتحقق المشاريع الاستعمارية كالشرق الأوسط الكبير».
وشرح رئيس وزراء إقليم كردستان، خلال اللقاء، آخر التطورات في كردستان والمنطقة، مشيرا إلى أن إيران كانت دوما مساندة للشعب الكردي في العراق، وأكد أن «هناك أواصر حضارية وتاريخية بين إيران وكردستان العراق، وإن إقليم كردستان يعتز بالصداقة مع إيران»، حسب وسائل الإعلام الإيرانية.
وأشار بارزاني إلى أن «إيران قدمت إسنادا مصيريا لأمن الإقليم وشعب كردستان خلال هجمات تنظيم داعش على هذه المنطقة، وقال، ان تطوير العلاقات والتعاون بين إيران وكردستان لن يتأثر بمحاولات المغرضين، وسنستخدم قصارى جهودنا من أجل الحيلولة دون التهديدات الأمنية ضد إيران».
ووصفت القنصلية الإيرانية في أربيل، زارة الوفد الكردي إلى إيران ب«المهمة»، مشيرةً إلى أنها الأولى منذ إجراء الاستفتاء.