عودة الجدل حول ممارسة الرئاسة التونسية الرقابة على الإعلام
تونس – «القدس العربي»: أثار تأجيل بث لقاء لإحدى القنوات الخاصة مع مدير الديوان الرئاسي السابق رضا بلحاج جدلاً كبيراً في تونس، حيث اتهم البعض الرئاسة التونسية بممارسة ضغوط على القناة لمنع بث اللقاء وهو ما نفته كل من الرئاسة وإدارة القناة، فيما طالبت نقابة الصحافيين السلطة التنفيذية بالحد من الرقابة المشددة على الإعلام التونسي.
وكان بلحاج اتهم عدداً من مستشاري الرئيس التونسي بممارسة الضغط لمنع بث لقاء أجراه معه الإعلامي ناجي الزعيري ضمن برنامج «رانديفو» (الموعد) الذي تبثه قناة «حنبعل» الخاصة.
فيما أصدرت نقابة الصحافيين بياناً اتهمت فيه السلطة التنفيذية بممارسة الرقابة على المحتويات الصحافية، مشيرة إلى أنه تم «حجب برنامج «رانديفو» الذي يقدمه الإعلامي ناجي الزعيري على قناة «حنبعل» الخاصة منتصف كل يوم أحد على خلفية استضافة مدير ديوان رئاسة الجمهورية الأسبق رضا بالحاج».
وأضافت النقابة في بيانها «أفاد الزعيري لوحدة الرصد بمركز السلامة المهنية بالنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين أنه «تم في تمام الحادية عشرة والنصف ليلاً من مساء السبت حذف الومضة الإشهارية للبرنامج من الصفحة الرسمية لقناة «حنبعل» كما توقف بثها على القناة بعد أن تواترت السبت في أوقات مختلفة».
غير أن مدير قناة «حنبعل» زهير القمبري نفى تلقي القناة لأي ضغط أو تعليمات من رئاسة الجمهورية أو غيرها لمنع بث برنامج «رانديفو»، مشيراً إلى أن الحلقة المذكورة من الرنامج «لم يتم إلغاؤها وإنما تأجل بثها إلى يوم الأربعاء».
فيما أكد الناطق باسم الرئاسة التونسية رضا بوقزي أن الرئاسة لا تتدخل عادة بالخط التحريري لوسائل الإعلام «بل تندد بأي ضغط يسلط عليها وتدعم حرية التعبير»، داعياً في المقابل إلى «التشهير» بأي جهة تحاول ممارسة الضغط على وسائل الإعلام.
وأعلن الزعيري في وقت لاحق عن إنهاء علاقته كلياً بقناة «حنبعل»، معتبراً أن قرار تأجيل بث برنامج «رانديفو» إلى وقت لاحق ليس له أي مبرر مهني.
يُذكر أن الرئيس السابق منصف المرزوقي اتهم في أيلول/سبتمر الماضي رئاسة الجمهوريّة وأعضاء في الحكومة بممارسة الضغط على قناة «التاسعة» لمنع بث حوار أجرته معه، وهو ما نفته الرئاسة التونسية، مطالبة القناة بالكشف عن الأطراف التي طلبت منها عدم بث الحوار.