عودة النازحين متعثرة في حيي البوفراج والملعب في الرمادي بسبب الدمار

عودة النازحين متعثرة في حيي البوفراج والملعب في الرمادي بسبب الدمار

عودة النازحين متعثرة في حيي البوفراج والملعب في الرمادي بسبب الدمار

الرمادي «القدس العربي»: رغم استعادة السلطات العراقية كامل أحياء الرمادي، مركز محافظة الأنبار، من «الدولة الإسلامية» منذ عامين ونصف العام، فإن أغلب سكان المدينة لم يعودوا إليها، بسبب الخراب الواسع الذي تركته العمليات العسكرية ،والقنابل التي زرعها مقاتلو التنظيم داخل البيوت. وبين الأحياء الأكثر تضررا، البوفراج والملعب، إذ تحولت آلاف المنازل إلى أكوام من الأنقاض، ويقدر حجم الدمار فيهما لأكثر من 90٪.
الشيخ رياض الفراجي، وهو إمام وخطيب في أحد مساجد أحياء جزيرة الرمادي، لايزال يعيش مع عائلته في بيت سكني صغير مستأجر في إقليم كردستان، شمال العراق، يعانون مرارة التهجير بعد أن فجّر مسلّحو التنظيم بيته بالكامل أثناء عمليات التطهير العسكرية التي شنتها القوّات النظامية العراقية على معاقل «الدولة» في حي البوفراج.
وروى ل«القدس العربي»: « كيف كان مقاتلي تنظيم الدولة يزرعون الألغام وسط العديد من منازل المدنيين ككمائن تستخدم لاستهداف قوات الأمن وتفجيرها».
وأضاف: « في تاريخ 2/2/2014 وبعد قتال عنيف مع عناصر تنظيم الدولة استمر 35 يوما في منطقة البوفراج تمكنت القوات الأمنية من بسط سيطرتها على المنطقة والدخول إليها، حيث شرع الجيش العراقي مباشرة بتفتيش البيوت، ووجدوا بيتي قد فخخ، ولم يستطيعوا تفكيك المفخخات ففجر البيت دون إصابات بشرية تذكر».
وتابع «كنت حينها خارج المنطقة مع من خرج منها من الأهالي، واتصلت مباشرة بالسيد أحمد خلف الدليمي محافظ الأنبار السابق فقال لي أن هذه طريقة تفخيخ جديدة اتبعها مسلّحو التنظيم ولم تتمكن قوات جهاز مكافحة الإرهاب التي بذلت كل جهد لإزالة الألغام من إنقاذ المنزل من التفجير».
ومن ذلك الوقت، واصل الفراجي، «أنا مهجر في إقليم كردستان أعاني ظروف النزوح القاسية التي لا تطاق».
وزاد : «لن أشعر بالاستقرار أو الأمان إلاّ عندما أعود لإعمار بيتي الذي دمرته الحرب في حي البوفراج، لكن عودتي إلى هناك باتت شبه مستحيلة لأن منزلي أصبح عبارة عن كومة أحجار ولا يوجد دار بديلة لأسكنها».
وحسب المصدر «لا توجد مساع جدية ونيّة صادقة من قبل الجهات الحكومية المسؤولة على عملية تأهيل وإعمار مدن ومنازل الرمادي، التي دمرها القتال، والتي وحدها تحتاج إلى المليارات ومبالغ مالية كبيرة بعد تضرر منازلها السكنية بشكل تام».
وكان الفراجي، واحد من آلاف المواطنين الذين سارعوا بتقديم طلب للحصول على تعويض لإعادة إعمار بيته، عقب قيام لجنة من المحافظة بالكشف على المنزل لتقييم الأضرار، لكن، وفق ما قال «الإنتقائية والمحسوبات في ملف صرف التعويضات المالية لم تكن لصالحي، بل وقع الاختيار على أسماء شملها التعويض وهي لا تستحقه، فقد كانوا من سكان مدن في الأنبار تدمرت منازلهم ليس في عهد تنظيم الدولة، وإنما في عهد دخول القاعدة إلى مدنهم عام 2005».
أما نصيف عواد، 44 عاماً، فقد وجد نفسه مضطرا للعودة إلى حي الملعب جنوب مدينة الرمادي، حيث انصدم بحجم الخراب الذي أصاب المكان، وهو يعيش الآن مع أفراد أسرته فوق ركام منزله المهدم بعد تعرضه لقصف بصاروخ من طيران «التحالف الدولي».
قال ل«القدس العربي»: «لا أستطيع رفع ركام بيتي على نفقتي الخاصة».
وأمل أن يكون اسمه ضمن قوائم التعويضات والمنح المالية المقدمة من قبل مجلس محافظة الأنبار حتى يتمكن من بناء منزله لتنتهي معاناة التشرد والذّل التي يعيشها مع أبنائه منذ ثلاث سنوات».
وكان مصدر مطلع، أعلن يوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي التقى في محافظ الأنبار محمد الحلبوسي، وبحثا عدة ملفات من بينها إعادة استقرار إلى الأنبار.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في تصريح صحافي: أن «الجانبين بحثا عدة ملفات من بينها ملف تعويضات المحافظة وإعادة استقرار المحافظة ودعم الحكومة المحلية في جهود مكافحة الفساد، وتعزيز العلاقة بين الحكومة المحلية والمركز».

m2pack.biz