قلق في السودان على مفاوضات السلام بعد انقسام «الحركة الشعبية»
الخرطوم «القدس العربي»: أبدت الخرطوم، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان، أمس الخميس، قلقهما من الانقسام الذي حدث في الحركة الشعبية (قطاع الشمال) وتأثيره على مفاوضات السلام المرتكزة على خريطة الطريق.
وأصدر مجلس تحرير جبال النوبة قراراً بإقالة رئيس الحركة الشعبية، مالك عقار، وتنصيب نائبه عبد العزيز الحلو رئيسا للحركة وقائدا عاما للجيش الشعبي.
كما شمل قرار الإقالة أمين عام الحركة، ياسرعرمان.
وجرت في الخرطوم، أمس، مباحثات بين مساعد رئيس الجمهورية السوداني، ابراهيم حامد، ونيكولاس هيسوم، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، وأوضح الأخير في تصريحات صحافية، إن «اللقاء تطرق لما يحدث في الحركة الشعبية من إنقسام والآثار المترتبة على المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية».
وأضاف: «عبرنا عن شعورنا بالقلق بالرغم من أن الوقت لايزال مبكرا للتنبؤ بنتيجة تلك الانقسامات، وسنظل نراقب نتائج التطورات».
وعلى صعيد متصل، أكد وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، لدى لقائه هيسوم، أمس، استعداد حكومة السودان للتوقيع على إعلان وقف العدائيات مع الحركات المسلحة والذي نصت عليه خارطة الطريق، مؤكداً أن «توصيات الحوار الوطني قد تركت الباب مفتوحا لقادة هذه الحركات للحاق بعملية السلام».
وفي الوقت الذي لم تصدر فيه أي تصريحات من عقار وعرمان، أصدرت القيادة الجديدة بياناً أكدت فيه أن «مجلس تحرير جبال النوبة اتخذ هذه القرارات حرصا على رؤیة السودان الجدید ووحدة الحركة الشعبیة».
وبين أن «المرحلة المقبلة تحت القیادة الجدیدة سوف تشهد تأسیسا لمؤسسات الحركة الشعبیة على كل المستویات».
وأعتبر أن «مشروع السودان الجدید ما زال محتفظاً ببریقه، وهو البدیل الأفضل لحل الأزمة السودانیة».
وعبرت القيادة الجديدة، عن «تطلعها لمساھمات القوى السیاسیة المحبة لمبادئ السلام والحریة والدیمقراطیة والعدالة فى المساهمة ایجابیا لتحقیق هذه المبادئ المشتركة».
ويرى مراقبون، أن الانقسام الجديد في «الحركة الشعبية» سيجعل عملية التفاوض أمراً صعبا باعتبار أن المجموعة الجديدة هي الأكثر تشدداً خاصة في طرحها لحق تقرير المصير، وهو من أبرز أسباب التي أدت للإنشقاق.
وفشلت مساع سابقة لاحتواء الخلافات التي ظهرت للسطح، ومن أبرز هذه المساعي خيار يطالب بأن تتخلى القيادة الثلاثية عن قيادة الحركة وأن يتم تعيين قيادة مؤقتة تعقد المؤتمر العام للحركة الشعبية على أن يتم في ذلك المؤتمر إنتخاب القيادة الجديدة من كافة أنحاء السودان.