لماذا نشرت واشنطن قواتها على الحدود التركية في شمالي سوريا؟

لماذا نشرت واشنطن قواتها على الحدود التركية في شمالي سوريا؟

لماذا نشرت واشنطن قواتها على الحدود التركية في شمالي سوريا؟

الحسكة «القدس العربي»: نشرت عدة مواقع إعلامية كردية السبت مقاطع فيديو تؤكد من خلالها إرسال واشنطن مدرعات عسكرية وجنوداً أمريكيين بهدف نشرها على الحدود السورية – التركية في شمالي سوريا للمساهمة وفق ما يراه مراقبون لتهدئة التوتر الحاصل بين الجيش التركي ووحدات الحماية الكردية بعدما ما شهدت الأيام الماضية اشتباكات بين الجانبين على طرفي الحدود، حيث من المتوقع إن يقتصر دور هذه القوات على المراقبة.
ويقول المحلل السياسي السوري حسن النيفي: «إن الهدف من نشر الدوريات الأمريكية على الحدود السورية – التركية لمنع حدوث أي احتكاك بري مباشر بين وحدات الحماية الكردية وتركيا لكن دون الإعلان عن ذلك».
وأضاف ل «القدس العربي»: «إن عدم وجود تفاهم دقيق حتى الآن بين الجانبين التركي والأمريكي حول تواجد قوات «قسد» في مناطق غرب الفرات وخصوصاً في منبج، في الوقت الذي تسعى تركيا عبر عملية درع الفرات إلى تجريف قوات الحماية من غرب الفرات فإن الولايات المتحدة تتمسك بحليفها التقليدي (الأكراد) وتعتبره الحليف الأفضل لمقاتلة التنظيم».
ويعتقد النيفي أن «اللقاء المنتظر بين ترامب وأردوغان في الرابع عشر من شهر أيار/مايو سيكون محوره البحث في وجود «قسد» غرب الفرات وسيحاول اردوغان اقناع الادارة الأمريكية بضرورة انسحاب «قسد» من منبج، حيث ترى إدارة ترامب اليوم نفسها في حرج شديد إذ إنها تريد الحفاظ على تحالفها بقسد من جهة، كما أنها تريد إرضاء حليفها التركي من جهة أخرى».
ويرى الخبير العسكري أحمد الحجازي: «إن الولايات المتحدة الأمريكية من خلال نشر قواتها على الحدود السورية – التركية مصممة على أن تكون حاجزاً بين الأتراك وحلفائها الأكراد حتى لا يقاتلوا بعضهم بعضاً بدلاً من مقاتلة تنظيم الدولة».
وأشار ل«القدس العربي» أن «مواصلة واشنطن دعمها لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، رسالة واضحة من واشنطن لتركيا باستحالة الاستغناء عن هذه الوحدات التي وجدت فيها حليفا موثوقا لا يكلفها الكثير لمحاربة تنظيم الدولة، ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى خلق أزمة بين تركيا وأميركا سينتج عنها عدم الاستقرار وتأجيل التغلب على تنظيم الدولة في الرقة».
وأكد الحجازي أنه «يستحيل أن تقبل تركيا بالوضع الحالي بما هو عليه الآن مع وجود وحدات الحماية الكردية في معركة الرقة وهيمنتها على غرب الفرات، لافتاً إلى أن تركيا لن تتنازل عن دخول مدينة تل أبيض والتوجه إلى معركة الرقة بجانب فصائل المعارضة السورية».
يشار إلى أن أنقرة تعتبر وحدات الحماية الشعبية الكردية وهي الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية وامتداداً لحزب العمال الكردستاني، بينما تعد هذه الوحدات أقوى حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في قتال تنظيم «الدولة» بسوريا.
Share on Facebook

m2pack.biz