ماكرون يحيي ذكرى اغتيال شاب مغربي على يد اليمين الفرنسي المتطرف في يوم «عيد العمال»
باريس «القدس العربي»: قامت عدة شخصيات سياسية فرنسية، يوم أمس الاثنين الذي صادف أول أيار /مايو باستحضار ذكرى وفاة مواطن مغربي يدعى ابراهيم بوعرام، مات غرقا في نهر السين على يد شبان من اليمين المتطرف الفرنسي، في نفس اليوم من عام1995.
وقام كل من مرشح حركة إلى الأمام إيمانويل ماكرون، وزعيم الحزب الراديكالي الفرنسي جان لوك ميلونشون، إضافة إلى عمدة باريس آن هيدالغو، بوضع أكاليل من الزهور على حافة نهر السين لروح الفقيد المغربي.
وتأتي هذه الذكرى الأليمة في وقت تعرف فيه فرنسا حالة من الاحتقان السياسي، بسبب توالي التحذيرات والمخاوف من فوز مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف على غريمها إيمانويل ماكرون بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسبة المقررة الأحد المقبل.
ووقف زعيم حركة إلى الأمام، إلى جانب نجل إبراهيم بوعرام دقيقة صمت أمام مكان الحادث قرب نهر السين، بعدها وضع إكليلا من الزهور أمام اللحوحة التذكارية للفقيد. وقال ماكرون «ذكرى وفاة إبراهيم تذكرنا بالوجه الحقيقي لليمين المتطرف وبجذوره التي التي ماتزال حية» وأضاف «سأواصل محاربة أفكار ومشروع مارين لوبان إلى آخر ثانية من الحملة الانتخابية، كما أنني أعارض رؤيتها للديمقراطية وللجمهورية وقيمها».
زعيم الحزب الراديكالي جان لوك ميلونشون، الذي حل رابعا في الانتخابات الرئاسية محققا نتيجة جيدة بنسبة 20 في المئة من الأصوات في الدور الأول، وضع بدوره إكليلا من الزهور قرب مكان الحادث ،واحتضن نجل إبراهيم بوعرام من دون أن يلقي كلمة بالمناسبة.
يشار إلى أن ميلونشون رغم عدم دعوته للتصويت مباشرة لإيمانويل ماكرون إلا أنه حذر مجددا ليل الأحد الإثنين، ناخبيه من مغبة الامتناع عن التصويت في جولة الإعادة أو التصويت لصالح مارين لوبان، باعتبار أن أغلب ناخبي ميلونشون من التيار اليساري الراديكالي، الذين يرفضون في أغلبيتهم الساحقة، مارين لوبان، لكنهم يوافقونها في أشياء أخرى مثل الخروج من الاتحاد الأوروبي، واستعداء العولمة والنظام المالي العالمي. كما أن عددا كبير من هؤلاء الناخبين يرفضون التصويت لماكرون، بسبب ماضيه كمصرفي، وبسبب توجهاته الليبرالية، وتمسكه بالوحدة الأوروبية.
وقامت عمدة باريس آن هيدالغو بوضع إكليل من الزهور أمام اللوحة التذكارية لإبراهيم بوعرام بحضور نجله، وحذرت من خطر وصول اليمين المتطرف للحكم ودعت الفرنسيين إلى التصويت بكثافة يوم الأحد المقبل لصالح إيمانويل ماكرون.
وبهذه المناسبة دعا رئيس رابطة الدفاع عن حقوق الانسان فرانسوا ديمون، إلى التعبئة الشاملة لكل الفرنسيين من أجل هزيمة اليمين المتطرف في الدور الثاني.
وقال «أكثر من أي وقت مضى، يجب أن تكون ذكرى اغتيال إبراهيم بوعرام، حافزا لنا جمبعا للوقوف سدا منيعا أمام وصول مارين للحكم» مضيفا «اليمين المتطرف لم يقطع أبدا مع ممارساته وأفكاره الخطيرة».
وقال روني لومينيون رئيس منظمة محاربة العنصرية والصداقة بين الشعوب، «يجب التصويت بكثافة، لهزيمة مارين لوبان، لكي تحصل على أقل عدد من الأصوات الأحد المقبل».
جدير بالذكر أن أربعة شبان كانوا قد شاركوا في احتفالات اليمين المتطرف بعيد العمال في الفاتح من مايو 1995، قاموا بإلقاء ابراهيم بوعرام، في نهر السين، وتم الحكم على أحدهم بالسجن 8 سنوات في 1998، بينما أطلق سراح الثلاثة الآخرين لعدم وجود أدلة تدينهم، كما أن اليمين المتطرف رفض تحمل مسؤولية حادث الاغتيال.
يشار إلى أنه خرجت يوم أمس الاثنين بمناسبة عيد العمال مظاهرات حاشدة في كبرى المدن الفرنسية، بعدما دعت كبرى النقابات العمالية الفرنسية للتظاهر من أجل قطع الطريق أمام وصول مارين لوبان لقصر الايليزيه. وشهدت المسيرات الاحتجاجية في قلب باريس أعمال عنف على يد شبان ملثمين، كما أصيب عدد من رجال الشرطة بجروح بسبب الزجاجات الحارقة.
فيما قال السياسي الفرنسي نيكولا دوبون إنيان أمس الاثنين إن حليفته مارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف لرئاسة الجمهورية ستدعم مبدأ التعاون بين الدول في أوروبا في حين أن منافسها إيمانويل ماكرون يريد إبقاء فرنسا «داخل سجن الاتحاد الأوروبي».
وقال دوبون إنيان، وهو رئيس حزب يميني قومي تحالف مع لوبان في الأسبوع الماضي، خلال مهرجان انتخابي للجبهة الوطنية إن «انتخاب إيمانويل ماكرون وهو نسخة مضطربة صغيرة وغير ناضجة عن فرانسوا أولوند يعني حبس فرنسا بشكل نهائي في سجن الاتحاد الأوروبي».
وأضاف «إنقاذ فرنسا على المحك يوم الأحد وعلى المحك عام 2017» في إشارة إلى الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية بين ماكرون ولوبان في السابع من أيار/مايو.
«هذا سيكون ممكنا فقط عبر استعادة استقلالنا.. وبناء أوروبا الوحيدة التي يمكنها النجاح وهي أوروبا المكونة من دول.. تتعاون في مشاريع محددة».
وأعلنت لوبان أن دوبون إنيان سيكون رئيس وزرائها في حال فازت برئاسة فرنسا.
Share on Facebook