ماكرون يختار المغرب بدل الجزائر في أول زيارة إلى المنطقة المغاربية

ماكرون يختار المغرب بدل الجزائر في أول زيارة إلى المنطقة المغاربية

ماكرون يختار المغرب بدل الجزائر في أول زيارة إلى المنطقة المغاربية

الجزائر – «القدس العربي»: أكدت الرئاسة الفرنسية الأخبار التي كانت متداولة منذ أسابيع بخصوص زيارة الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون المغرب قبل الجزائر، والتي كسر من خلالها تقليد كان قائماً منذ عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك، إذ كانت الجزائر دائماً هي المحطة الأولى في زيارات الرؤساء الفرنسيين إلى منطقة المغرب العربي.
وقال بيان صادر عن قصر الإليزيه (الرئاسة الفرنسية) إن الرئيس إيمانويل ماكرون سيزور المغرب يومي 14 و15 حزيران/يونيو الحالي، وأنه سيلتقي خلال الزيارة بالعاهل المغربي محمد السادس، مشيراً في المقابل إلى أن ماكرون تحدث هاتفياً مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وأكد له أنه سيزور الجزائر خلال الأسابيع المقبلة، مع التأكيد على تمسكه وإرادته في بناء علاقات صداقة وثقة مع الجزائر، باعتبارها شريكا استراتيجيا بالنسبة إلى فرنسا.
ويأتي قرار الرئيس الفرنسي الجديد بكسر القاعدة التي سار عليها ثلاثة رؤساء فرنسيين سبقوه إلى قصر الإليزيه، وهم جاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرانسوا أولاند ليطرح العديد من التساؤلات، حول الخلفيات التي دفعته إلى كسر هذا التقليد، الذي ما فتئ يتأكد، فإذا كان شيراك وساركوزي قد زارا الجزائر كأول محطة في جولة مغاربية، فإن أولاند اختار أن تكون أول زيارة دولة له إلى الجزائر، وذلك في كانون الأول/ديسمبر 2012، ولكن ماكرون اختار أن يسير عكس سابقيه، مع أنه لما كان مرشحاً للرئاسة زار الجزائر أولًا، واستقبل فيها استقبال الرؤساء، والتقى بوزير الخارجية ووزير الصناعة ورئيس الوزراء السابقين، كما أنه لأول مرة كسرت السلطات الجزائرية واجب التحفظ ما بين دوري الانتخابات الرئاسة الفرنسية، عندما أعلنت على لسان وزير خارجيتها السابق رمطان لعمامرة عن مساندتها لماكرون على حساب مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، وذهب حد قول إن ماكرون صديق الجزائر، بل إن المرشح ماكرون ( آنذاك) أدلى بتصريحات غير مسبوقة عن الاستعمار الفرنسي في الجزائر الذي وصف جرائمه بأنها جرائم ضد الإنسانية، وهو ما أثار عليه زوبعة من النقد في فرنسا، الأمر الذي فتح الباب أمام تساؤلات بخصوص مدى التزام ماكرون بتصريحاته عند انتخابه رئيساً للجمهورية الفرنسية.
اختيار المغرب، إن لم يكن بالاتفاق مع السلطات الجزائرية نفسها، ومراعاة لظروفها، قد يكون انطلاقة خاطئة لماكرون الرئيس في علاقته مع الجزائر، لأنه سيؤكد الشكوك التي حامت حول مدى التزامه بوعوده الانتخابية، وبتصريحاته التي أدلى بها في الجزائر لما كان مرشحا للرئاسة، خاصة لما قال إنه يعتبر الجزائر بلدا محوريا في المنطقة، وأنه يفضل أن يتعامل مع القارة الإفريقية عبر الجزائر، ويمثل تراجعا في السياسة الخارجية لفرنسا مقارنة بما فعله من سبقوه إلى قصر الإليزيه، وخاصة الرئيس فرانسوا أولاند الذي عرفت العلاقات بين البلدين خلال فترة حكمه هدوء وتقدما في الكثير من الملفات، بما في ذلك ملف الذاكرة والماضي المشترك بين البلدين، وهو الملف الذي كان دائما سبب التوتر في العلاقات أو واجهته.

m2pack.biz