ما حقيقة تهديدات الاتحاد الديمقراطي الكردي بتسليم مدينة عفرين للنظام السوري؟
حلب – «القدس العربي» : تناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء الماضي، تهديدات ل«حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» بتسليم مدينة عفرين في شمالي حلب، إلى النظام السوري في حال لم تعمل روسيا والولايات المتحدة على وقف التهديدات التركية بعمل عسكري على المدينة.
ونسبت صفحات إعلامية عدة تصريحات للرئيس المشترك ل»حزب الاتحاد الديمقراطي» صالح مسلم يقول فيها: إن الحزب سيقوم بتسليم مدينة عفرين إلى النظام السوري، كما فعل في مدينة منبج بهدف قطع الطريق أمام تركيا من احتلال شبر من تراب سوريا، في حال لم تساعد أمريكا وروسيا في إيقاف العدوان التركي على عفرين.
ويؤكد الكاتب السياسي السوري المعارض سامر الخليوي، أن تهديدات مسلم لأمريكا وروسيا بتسليم مدينة عفرين في حال لم يمنعا تركيا من الهجوم على المدينة حقيقية وجدية، وسيتم تسليم المدينة في حال لم تستجب أمريكا وبالتالي التأثير على معركة الرقة وفشل تحريرها.
وأضاف في حديثه ل»القدس العربي»، أن الاتحاد الديمقراطي سيفعل كما فعل بقرى منبج عندما أرادت تركيا مع فصائل الجيش السوري الحر العاملة في درع الفرات الوصول لمنبج، حيث قام بتسليم القرى لقوات النظام، لتكون حاجزا بينهم وبين الجيش التركي.
ويعتقد الخليوي أن أمريكا ستمنع تركيا من الهجوم على عفرين كما فعلت سابقاً عندما منعت القصف التركي للشريط الحدودي الذي تسيطر عليه القوات الكردية بريف القامشلي، وسترضي الأكراد بسبب وجود مصلحة في الوقت الراهن معهم، إلا أن أمريكا ستضحي بهذه العلاقة عند انتهاء المصلحة لأن ما يهم أمريكا مصلحتها وهؤلاء أدوات لتنفيذ تلك المصلحة.
وأشار الخليوي إلى أن تركيا لا تستطيع أن تقوم بشيء دون التنسيق مع روسيا أولا وأمريكا ثانيا وعلى مبدأ تبادل المصالح فإذا كان هناك اتفاق ممكن أن تنسحب قوات صالح مسلم بدون قتال، لافتا إلى أن أمريكا لن تسمح بقتال كردي تركي بدون موافقتها، لذلك سيبقى حال عفرين كما هو عليه مثلما حصل بمنبج عندما وعدت أمريكا بانسحاب القوات الكردية من المدينة بعد تحريرها وتسليمها لتركيا، لكن أمريكا لم تفِ بوعدها وبقيت القوات الكردية بها.
في المقابل، قال الصحافي الكردي السوري آلان حسن ل»القدس العربي»: إن التصريح المنسوب للرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم، هو مختلق، ونسبت زوراً إلى أحد المواقع الموالية للحزب، وقد صدر نفي رسمي بهذا الخصوص.
وأضاف أن القائد العام لوحدات حماية الشعب سيبان حمو، صرح لإحدى الوسائل الإعلامية أنّهم، أي الوحدات، ليسوا بصدد تسليم عفرين للحكومة السورية، بل سيدافعون عنها في وجه أي قوة ستحاول دخولها.
ويعتقد حسن أن اختلاق هكذا خبر في ظل تقدم قوات سوريا الديمقراطية داخل أحياء الرقة، هدفه التأثير على سير العمليات العسكرية هناك، ومحاولة خلق بلبلة داخل صفوفها، فالجهات التي من الممكن أنها قد روجت الخبر، هي جهات عديدة من خصوم حزب الاتحاد الديمقراطي السياسيين، الذين لا يروق لهم تمدد مشروع الحزب داخل الجغرافية السورية في ظل التطور المطّرد لعلاقته مع قوات التحالف، وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية.
يذكر أن رئيس المجلس الوطني الكردي، إبراهيم برو، كان قد كشف في وقت سابق عن مفاوضات سرية جرت بين حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ونظام الأسد من أجل تسليم مدينة عفرين في شمالي حلب لقوات النظام، وذلك في محاولة منه لتفادي العملية العسكرية المحتملة للجيش التركي من أجل السيطرة على المدينة.