مخاوف من صراع كردي كردي في سنجار
أربيل «القدس العربي»: أطلقت شخصيات وقوى كردية، تحذيرات من نشوب صراع كردي كردي، في سنجار غرب الموصل، بدعم من دول خارجية، في أعقاب الاشتباكات التي وقعت بين حركتين كرديتين مؤخراً.
وأبدى حيدر ششو، قائد قوات حماية سنجار، خشيته من أن الوضع في المدينة، بعد الاشتباكات التي وقعت أخيراً بين قواته وبين بيشمركه سوريا، غير مستقر.
وأشار إلى أن «المنظمات الاغاثية التي كانت تقدم بعض الخدمات لأهالي سنجار، قد انسحبت بعد الاشتباكات من المنطقة خوفاً من امتداد الاشتباكات وانتشارها».
وطلب، من الجهات المعنية «التدخل للسيطرة على الأوضاع وإيقاف الاشتباكات وإرجاع الامور إلى ما كانت عليه سابقا، خاصة وأن الهدنة الحالية هشة، ويمكن ان تنتهي بأي لحظة».
وأضاف: «نتمنى أن تكون هناك حلول جذرية كون سنجار لا تتحمل المزيد من المعارك».
ودعا أهالي سنجار من الإيزيدية إلى «عدم السماح بتجدد القتال»، مشيراً إلى «أكثر من 400 ألف نازح موجود منهم في المخيمات».
وبين أن «قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني تستقر منذ سنة على المناطق الحدودية مثل ربيعة ومفرق ترستان وغيرها، ولا داعي للتحرك نحو مناطق جديدة».
وأعتبر أن «سنجار ضمن المناطق المتنازع عليها، ورئيس الوزراء حيدر العبادي ذكر قبل أيام أن مصير هذه المناطق يقرره أهلها».
وزاد «على الحكومة المركزية وحكومة الإقليم عقد مباحثات لحل مشكلة سنجار ضمن الإطار الدستوري، بما يضمن حصول الايزيديين على حقوقهم كاملة ومنها تمثيل الايزيدية في البرلمان وإدارة مناطقهم بأنفسهم».
وكان العبادي، شدد قبل أيام اثناء وجوده في السليمانية، على «الالتزام بالدستور العراقي الذي يمنع وجود قوة عسكرية أجنبية على الاراضي العراقية تهدد أمن الدول المجاورة»، في إشارة إلى حزب العمال التركي الذي يخوض حرب ضد أنقرة، ولديه قواعد شمال العراق.
وحسب المحلل السياسي الكردي، حجي عفريني، فإن «الصراع بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، وحزب العمال الكردي التركي، هو صراع قديم منذ نشأة الأخير. كلا الطرفين يدعي تمثيله الكرد في المنطقة، لكن الصراع تفاقم بعد ظهور تنظيم «الدولة» في سوريا والعراق».
وأشار إلى أن «وحدات حماية سنجار، ساهمت بتحرير سنجار من تنظيم «الدولة». وهذه الوحدات مرتبطة مع حزب العمال فكريا وايديولوجيا، وكان هناك تنسيق بين بيشمركه أربيل وسوريا وحزب العمال على مواجهة تنظيم «الدولة» في سوريا والعراق».
وأكد عفريني وجود «علاقة لحزب العمال مع إيران لحاجته إلى الدعم في مواجهة تركيا»، ولكنه استدرك أن «حزب العمال ليس بحاجة إلى دعم من الحشد الشعبي». وذلك في أعقاب اتهامات من الحزب الديمقراطي للحشد بدعم حزب «العمال».
ويرفض البارزاني وقوع قتال في البيت الكردي، ولكن وجود حزب العمال في سنجار وطريقة تعاملها مع سكان المنطقة قد يؤدي إلى صراعات مقبلة وبتدخل من قوى أجنبية، وفق أستاذ السياسة الكردي ريبوار بابكي.
ودعا الأخير «حزب العمال إلى إدراك مخاطر القتال الكردي الكردي، الذي سيؤدي إلى تدمير مشروع اقامة الدولة الكردية».
وبين ان «حزب العمال يبحث عن الثغرات في المناطق ويريد أن يستحوذ على مناطق عراقية ومنها سنجار. وهذا مخالف للدستور العراقي. كما أن المنطقة تعتبر ضمن المناطق المتنازع عليها ويتطلب حل قضيتها بين حكومتي بغداد وأربيل».
وتساءل: «لماذا لا يتحرك حزب العمال في المناطق التي يسيطر عليها الاتحاد الوطني الكردستاني؟ مؤكداً أن «حزب العمال التركي هو اداة بيد إيران لتحقيق اهدافها في شمال العراق».
وكانت حكومة إقليم كردستان دعت بعد وقوع الاشتباكات بين القوى الكردية في سنجار مؤخراً، حزب العمال التركي، إلى اخلاء سنجار من عناصره. كما أعلنت إرسال 8000 مقاتل ايزيدي إلى سنجار لحمايتها.
وأكدت أن «سنجار، هي جزء من كردستان العراق، وأن حزب العمال هو ضد تطلعات الايزيديين».
وفي السياق، اتهمت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في البرلمان «الحشد الشعبي» بدعم حزب العمال التركي.
وأكد النائب عن الكتلة، عرفات كرم، أن «ميزانية حزب العمال تصرف من مخصصات الحشد الشعبي».
فيما أشار السياسي الكردي، محمود عثمان، المقرب من الحزب الديمقراطي، إلى «أطراف في بغداد تدعم وجود حزب العمال في سنجار».
Share on Facebook