مسؤول أمريكي يزعم ان المقاتلين في هجوم الرقة معظمهم من العرب… ويؤكد أنه لا توجد خطة لدى البنتاغون للعمل مع البيشمركه السورية
عواصم وكالات «القدس العربي»: قال مسؤول أمريكي أن التحالف العربي الكردي المدعوم من الولايات المتحدة والذي يقود الهجوم لمحاصرة واستعادة مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، يتألف حالياً بشكل رئيسي من مقاتلين عرب. ويعد هذا تطوراً مهماً نظراً لأن الولايات المتحدة تسعى إلى تعزيز الجانب العربي من التحالف المسمى «قوات سوريا الديمقراطية» في محاولة لإرضاء تركيا التي تعتبر المقاتلين الأكراد إرهابيين.
ويشن التحالف منذ الخريف الماضي هجوماً لاستعادة الرقة التي أعلنها تنظيم «الدولة» عاصمة ل»الخلافة». ويدعم طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة التحالف العربي الكردي، ويقوم كوماندوس أمريكيون وغربيون بتدريب تلك القوات وتقديم المشورة لها.
وصرح الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم الجيش الأمريكي أن «نحو 75% من تلك القوات (سوريا الديمقراطية) التي تعزل الرقة حالياً هي من السوريين العرب، وهذا انعكاس للتوزيع السكاني الموجود في المنطقة». وأضاف أنه يتوقع مشاركة المقاتلين الأكراد في تحرير الرقة «بمستوى ما».
وتعمل القوات التركية في شمال سوريا وانضمت للقتال ضد تنظيم «الدولة داعش» ، إلا أنها تعمل كذلك على مراقبة القوات الكردية. وقال دوريان إن القوات التركية قد تلعب دوراً في الرقة. وأضاف «لم نتفق بعد على ما سيكون عليه ذلك الدور وما إذا كان سيكون هناك دور، ولكننا نتحدث مع تركيا .. كل يوم». وقال دوريان، إنه لا توجد لدى التحالف خطة لإشراك البيشمركه السورية في العمليات شمالي سوريا.
جاء ذلك ردا على سؤال، خلال تقديمه معلومات للبنتاغون عبر «الفيديو كونفرنس» من العاصمة العراقية بغداد فيما يخص العمليات الجارية ضد تنظيم «الدولة داعش» في سوريا والعراق.
وأضاف دوريان، خلال إجابته على السؤال حول ما إذا كان التحالف ينوي إشراك البيشمركه السورية من عدمه، في العمليات ضد تنظيم «الدولة» في شمال سوريا، ولا سيما محافظة الرقة منها الخاضعة لسيطرة التنظيم أنه «حالياً لا توجد لدينا خطة لإشراكهم».
وتابع «نعمل مع قوات سوريا الديمقراطية والتحالف العربي السوري، منفتحون للعمل مع الآخرين أيضا شرط البقاء في الصفحة نفسها وبهدف التغلب على داعش».
وعن وجود القوات الأمريكية في مدينة منبج قال دوريان إن الجنود الأمريكان لم يتعرضوا حتى الآن لأي هجوم، وإن تلك القوات تتواجد على مرأى من قوات النظام السوري وروسيا ويراقبون تحركاتهم هناك. ولفت إلى أن القوات المذكورة في اتصال مع القوات الروسية من خلال مراكز العمليات في إطار اتفاقية الفصل الآمن للقوات.
من جهة أخرى أفاد مسؤول في التحالف، بأن البيشمركه السورية لم تدرب من قبل قوات التحالف، لذا لا توجد لديهم خطة للعمل مع هذا القوات.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، إن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تشكيل دولة إرهابية شمالي سوريا. وأضاف خلال مشاركته في برنامج بثته قنوات تلفزيونية بشكل مشترك، أن تركيا لن تسمح إطلاقاً لأي كيانات إرهابية، من شأنها إلحاق الضرر بتركيا، انطلاقا من شمالي سوريا.
وشدد على أن تركيا لاترى فرقا بين منظمة «بي كا كا» الإرهابية، وذراعها السوري «ب ي د».
ونوه في الوقت ذاته أن تركيا غير منزعجة من «وجود الأشقاء الأكراد» شمالي سوريا، ودعا إلى العمل على تحقيق الوئام بين مكونات المنطقة كافة.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة وبقية دول التحالف الدولي مضطرة للاختيار بين تركيا المستقرة ذات ال 80 مليون نسمة، أو عناصر «ب ي د» الإرهابية التي يقدر عددهم ببضعة آلاف، كشريك في مكافحة تنظيم «الدولة». وأشار إلى أن روسيا بدورها ينبغي أن تتخذ قراراً جاداً أيضاً، واعتبر أنها تبدي موقفاً أكثر وضوحاً فيما يتعلق بوحدة التراب السوري.
وشدد على أن تركيا تدعم وحدة تراب سوريا، والمحافظة على التركيبة السكانية لكافة مدنها.
وأشار إلى أنه في حال دحر تنظيم «الدولة» من مدينة الرقة التي تعد عربية صرفة، بالاستعانة بمسلحي «ب ي د»، وطرد العرب وإحلال عناصر كردية فيها، فإن ذلك لن يسهم بأي شكل من الأشكال في تحقيق السلام بالمنطقة.
وأشار قورتولموش، إلى أن تركيا سلمت إدارة مدينتي جرابلس والباب بريف حلب لسكانها المحليين، بعد تطهيرهما من التنظيم، بالتعاون مع «الجيش السوري الحر»، في إطار عملية درع الفرات، التي أطلقتها لتطهير المنطقة الحدودية من العناصر الإرهابية.
من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع الروسية، امس الخميس، أنها أرسلت 150 عسكريًا إلى سوريا بغرض إزالة الألغام في مدينة تدمر الأثرية وسط البلاد. وذكر بيان صادر عن الوزارة، أن الفريق العسكري الروسي، سيبدأ بإزالة الألغام عن الطرق التي تصل إلى المستشفيات، والبنى التحتية. ولفت البيان إلى إرسال روسيا أيضًا 17 آلية مخصصة لإزالة الألغام في هذا الإطار. جدير بالذكر أن روسيا أرسلت من قبل نحو 200 خبير في إزالة الألغام إلى تدمر السورية.
Share on Facebook